للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٣٤ - محمد بن محمد بن محمد الدمشقي المالكي، علم الدين بن ناصر الدين القفصى (١)، ولى قضاء دمشق إحدى عشرة مرة في مدة خمس وعشرين سنة أَولها في رجب سنة تسع وسبعين، وباشر فيها ثمانى سنين وعشرة أَشهر ومات وهو قاضى، وقد ولى قضاء حلب مرارًا. وكان عفيفا له عناية بالعلم مع قصور فهم ونقص عقل، وكان جده قد قدم إلى دمشق سنة تسع عشرة فناب في المحكم، وكان أَبوه جنديا ثم ألبس ولده كذلك، ثم شغله بالعلم وهو كبير، ودار به في الدروس، "واشتغل (٢) كثيرًا في الوقعة الكبرى بماله وأُسرت له ابنة، وسكن عقب الفتنة بقرية من قرى سمعان إلى أَن انزاح الططر عن البلاد فرجع إلى حلب على ولايته"، وقال: "وكان بيننا صحبة وكان يكرمنى وولَّانى عدّة وظائف علمية، ثم توجّه من حلب إلى دمشق فقطنها وولى قضاءها ومات بها في المحرّم ولم يكمل الستين وهو قاضي دمشق".

٣٥ - محمد بن محمد بن محمود السلعوس، شمس الدين الدمشقي التاجر، كان (٣) رجلًا خيّرًا، حدثنا عن ابن أبي التائب بجزئين سمعتُهُما منه بدمشق.

٣٦ - محمد بن يوسف الإسكندرانى المالكي، كان فقيه أَهل الثغر، درّس وأَفتى وانتهت إليه الرئاسة في العلم، وكان عارفا بالفقه مشاركا في غيره مع الدين والصلاح.

٣٧ - محمود بن عبد الله الصامت أَحد مَن كان يُعتقد بمصر، وكان شكلا بهيًّا حسن الصورة منوّر الشيبة، وكان لا يتكلّم أَلبتة، أَقام بالجيزة مدة طويلة وللناس فيه اعتقاد كبير. مات في ذى العقدة.


(١) ذكر الضوء اللامع ج ٩ ص ٦٨ حاشية رقم ١، ج ١١/ ٢٢١ بفتح أوله ثم فاء مهملة، نسبة إلى قفصة من بلاد المغرب قريبة من القيروان، وعرفها مراصد الاطلاع ٣/ ١١١٣ بأنها (بسكون الفاء) بلدة صغيرة في طرف إفريقية من ناحية الغرب من عمل الزاب الكبير.
(٢) الواقع أن الكلام من هنا حتى نهاية الترجمة مأخوذ من القاضي علاء الدين في ذيل تاريخ حلب كما يستفاد ذلك من شذرات الذهب ٧/ ٥٣ خصوصا وأن ابن حجر يشير (ص ٨) ويقول "قال"يعنى بذلك القاضي علاء الدين، هذا وقد وضعنا كلام القاضي بين قوسين تمييزًا له عن كلام ابن حجر نفسه.
(٣) عبارة: "كان رجلا خيرًا" غير واردة في ظ.