للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقطلوبغا الكركى وسودون الحمزاوى وطولو، وتَوثَّب على مدرسة حسن فصعد إليها لأنها كانت مجاورة بيته، ورَتَّبَ فيها آلات الحرب، ثم أَظهرَ الشقاقَ وأرادَ أَخْذَ المملكة، فقام عليه باقي الأُمراء فدامت الحرب بينهم أَياما من رابع جمادى الأولى إلى سابعه، ثم كانت الكسرة على يشبك وأَتباعه فهرب في الليل هو وأَكثر مَن أطاعه، وهرب معه سعد الدين بن غراب، واستمرَّت هزيمتهم إلى الشام فوصلوها في آخر جمادى الآخرة ودخلوا دمشق في أَول رجب، فتلقَّاهم نائبُ الشَّام وبَالغ في إكرامهم حتى قيل (١) إنَّ جملةٌ ما لزمه عليهم مائتا أَلف دينار، وكان شيخُ النائبُ قد أَخرج نوروز من قلعة الصُّبَيْبَة وأحسن إليه، ووَصل إليهم أَسن باى من صفد وكان مسجونا بها، ووصل إليهم قَنِبَاى العلائي الذي كان هرب من السّجن فأَرسَلوه إلى جكم فاستماله حتى مال معهم وتوجَّه إلى دمشق فتلقَّوه وأُنْزِل في الميدان، وأَرْسَل إليه شيخٌ بهدايا جليلة.

ثم أُفْرِج عن قرا يوسف من السجن فركب معه جمع جمُّ من التركمان، وأَنْعمَ شيخٌ على نوروز بالدورة (٢) التي جرت العادة بها في بلاد الشام فحصّل جملةً مستكثرة.

ولما فرٌ يشبك كان قد أُغْلِقت أَبوابُ القاهرة في هذه الفتنة أَيامًا ففُتحت وزاد الكلام ونقص، ثم استقرّ الأَمر وقُرِّر إينال بيه بن قجماس قريبُ السلطان أَتابكا، ويشبكُ بنُ أَزدمر رأْسَ نوبةٍ كبيرًا، وسودون المارداني في الدويدارية الكبرى؛ ووَصَل دقماق نائب حلب إلى دمشق بحسب تفويضه السلطان ذلك إلى اختياره والإذن له في المقام بأي بلدٍ شاء (٣).

واستقر أَبوكم في نظر الجيش، وابن قَيْمَاز في الأُستادارية عوضًا عن ابن غراب، ثم صُرف أَبوكم واستقرّ بدرُ الدين بن نصر الله في ثاني عشرى جمادى الآخر، فكانت مدة أَبوكم في نظر الجيش عشرة أَيّام، ثم صُرف ابن البقرى عن الوزارة ونَظر الخاص


(١) انظر أبا المحاسن: النجوم الزاهرة (طبعة مصر) ١٢/ ٤٠٨.
(٢) عرف ناسخ هـ الدورة في الهامش فقال: "كما يقال بمصر السرحة".
(٣) انظر النجوم الزاهرة ١٢/ ٣٠٦.