للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الناصرى وابنُ غراب وابنُ سنقر في آخرين. ثم قدم (١) عليهم جكم فوافقهم بعد أَن كان اجتاز بحلب، ففرَّ منه دمرداش، ثم سار بالعساكر من الشام وخلَّف بدمشق تمراز ويلبغا الناصري وجماعة معهما، وانضمَّ إلى شيخ أَحمدُ بنُ بشارة بعشيره، وعيسى الكابولى بعشيره، والتركمانُ مع قرا يوسف، ونزلوا كلُّهم على صفد، فأَرسلوا قاضيَ العسكر تقيَّ الدين يحيى بن الكرماني إلى بكتمر يدعونه إلى الموافقة فلم يقبل، فحاصروه إلى أَن طلب الأَمان، وخَرُبَت في هذه المرة صفد خرابًا شنيعًا؛ ثم إنهم رجعوا إلى دمشق وأَعطى شيخُ للأَمير نوروز الدورة (٢) في بلاد حوران والرملة، فغَدر به وتوجَّه إلى القاهرة ومعه جماعةٌ فدخلوا في طاعة الناصر، وقُطعت الخطبة من دمشق للناصر، ثم أُفرِج عن أحمد بن أُويس من (٣) الاعتقال.

وخرجت العساكر من دمشق في يوم الاثنين ثامن عشر ذي القعدة إلى قبة يلبغا، وخلف بدمشق سودون الظريف وتَقَدَّم الجاليش ثم تبعه بقية الأمراء. ففرّ منهم دقماق إلى صفد، ولما وصلوا غزة استنابَ فيها أَلطنبغا العثماني، واستناب بالقدس الشهابَ بن اليغمورى، فوصلوا إلى الصالحيّة يوم التروية، فاستولوا على ما كان للسلطان بها من الإقامة، فلما دَخل من الصالحية أَخبر بأَنَ السلطان جمع العساكر ونزل ببلبيس ثم التقت كشافةُ الفريقين، ثم نزل الناصرُ بعساكره السعيديّة، ونزل شيخ بمَن معه قريبا، فلما جنّ عليهم الليل كبّسهم شيخ ومن معه فانعكس عسكر الناصر وقاموا لا يلوى أحدٌ على أَحدٍ من الدهشة وانهزموا، فنجا الناصر بنفسه مع الهجّانة إلى بلبيس ثم إلى قلعة الجبل، واستولى شيخ على الخليفة والقضاة وجماعةٍ من الماليك والأمراء، ثم ركب بمن من معه إلى أَن وصل إلى الريدانية ووقف عند تربة الظاهر وما بقى إلا الظفر، فاختلفت الآراءُ فيمن يكون سلطانًا، فَتَنَمَّر لهم حكم وصرّح بإرادة السلطنة فأَنفِوا من ذلك، ففرَّ خلْقٌ كثير إلى الناصر وطلبوا الأَمان، منهم إينال حطط وجمق ويلبغا الناصري وسودون الحمزاوي.


(١) هذه عودة أخرى من ابن حجر إلى مجريات النزاع بين شيخ المحمودي وجماعته وبين السلطان فرج.
(٢) في هامش "بخط الناسخ: "كما يقول المصريو السرحة".
(٣) "من الاعتقال" ساقطة من ظ.