ودار وحانوت وغير ذلك، فشرعوا في جبايتها، ثم بطل ذلك ونودي بالرد على من أخذ منه شيء، ولما بلغ جكم أن دمرداش عند نائب الشام شيخ تغيظ عليه، لأنه كان عدوه وكان كتب قبل ذلك إلى شيخ يستنجده على التركمان، فتقاعد عليه فغضب أيضاً.
وفي شوال وصل إلى جكم قاصد السلطان يطلب منه إرسال نوروز وغيره من الأمراء المنسحبين، فحماهم جكم وشتم القاصد ورده بغير جواب.
وفيها في شوال كانت الوقعة العظمى بين جكم والتركمان ورئيسهم فارس ويدعى إلياس ابن صاحب الباز صاحب أنطاكية وغيرها، وكان قد غلب على أكثر البلاد الشمالية ودخل حماة فملكها، وكان عسكره يزيد على ثلاثة آلاف فارس غير الرجالة، فواقعه جكم بمن معه فكسره كسرة فاحشة، وعظم قدر جكم بذلك وطار صيته ووقع رعبه في قلوب التركمان وغيرهم؛ ثم إنه بعد ذلك واقع نعيراً ومن معه من العرب فكسره، ثم توجه جكم إلى أنطاكية وأوقع بالتركمان، فسألوه الأمان وأن يمكنهم من الخروج إلى الجبال وإلى مواطنهم القديمة وسلموا إليه جميع القلاع التي بأيديهم، فتقرر الحال على ذلك وأرسل إلى كل قلعة واحداً من جهته، ودخل إلى حلب مؤيداً منصوراً، فسلم فارس ابن صاحب الباز الغازي ابن أوزون التركماني، وكانت بينهما عداوة فقتله وقتل ولده وجملة من جماعته، وكان أميراً كبيراً شجاعاً بطلاً، استجد بأنطاكية مدرسة بجوار تربة حبيب النجار، وكان قد استولى على معظم معاملة حلب ومعاملة طرابلس، فصار في حكمه أنطاكية والقصير والشغر وبغراس وحارم وصهيون واللاذقية وجبلة وغير ذلك، فلما أحيط به تسلم جكم البلاد ورجعت معاملة كل بلد إليها على ما كانت أولاً، وكاتب جكم نائب الشام يطلب منه إرسال دمرداش ويعاتبه على تأخره عن نصره مرة بعد مرة، فاستشعر دمرداش، أن نائب الشام يقبض عليه ويرسله إلى جكم فهرب دمرداش، وأعاد نائب الشام إلى جكم الجواب بذلك فلم يعجبه وعزم على قصد دمشق ومحاربة النائب، فبرز في شوال والتقى مع ابن صاحب الباز