وفيه أُحْدِثَ بمكة قاضيان: مالكي وحنفى، فالحنفى: شهابُ الدين أحمدُ بنُ الضياء محمد بن محمد بن سعيد الهندى، والمالكيُّ: المحدّثُ تقيّ الدين محمدُ بنُ أَحمد بن علي الفاسي وذلك بعناية السالمي، وكنتُ مِمَّن ساعد الفاسيَّ في ذلك.
* * *
وفى أَولها وصل اللنك إلى سمرقند واستقبله ملوك تلك البلاد وقدّموا له الهدايا، وأُمر بعد قدومه بتزويج ولده شاه رخ وعمل له عرسًا عظيمًا بلغ فيه المنتهى، وراعى وصيةً ابن عثمان في التتار فاستصحبهم معه في جملة العسكر إلى أَنْ فرّقهم في البلاد ولم يجعل لهم رأْسا فتمزَّقوا، ثم عَزم اللنك على الدّخول إلى بلاد الخطا فأَمر أن يُصنع له خمس مائة عجلة وتُضَبَّب بالحديد، وبرز في شهر رجب ورحل إلى تلك الجهة، فلما وصل إلى أَتْرَار (١) فجأَه الأَمر الحقّ فوعك واستمر في توعكه أَياما ولم ينجع فيه الطب إلى أَن قُبِض في سابع عشر شعبان وحُمل حينئذ إلى سمرقند.
* * *
وفيها في جمادى الأولى جُهزت بنت تنم - وهى أُخت الناصر لأمه - إلى الشام وتلقاها زوجُها نائبُ الشام شيخُ فدخلت في جمادى الآخر، فدخل بها وأَوْلدَها ومات عنها وتزوجت بعدَه بعضَ الأمراء الصّغار، وماتت في عصمته سنة ستٍ وثلاثين.
وفى ثامن عشرى جمادى الآخرة صُرف جلال الدين البلقيني من قضاء الشافعية واستقر شمس الدين الإخنائى وهى الثّالثة للإخنائى، ثم صُرف الإخنائي في ثالث عشري ذي القعدة واستقر جلال الدين وهى الرابعة له، وصُرف جمال الدين البساطي عن قضاء المالكية واستقرَّ وليُّ الدين بن خلدون في حادى عشر رجب ثم صُرف في أَواخر ذي القعدة واستقر جمال الدين بن مقداد الأُقفهسى.
وفى أَول يوم من المحرم صُرف أَبو العباس الحمصي عن قضاء دمشق، وكان قبيح السيرة متجاهرا بأَخذ الرشوة، وولى علاء الدين بنُ أَبي البقاء.
وفى صفر وصل عبد العزيز البغدادى من القُدس فعُقد له مجلسٌ مع الباعوني، فزعم
(١) على ضفة سيحون الشرقية، وتعرف بباواب أو فاراب، انظر بلدان الخلافة الشرقية، ص ٥٢٨.