للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

إلى الاستِسقاء فاستسقوا في شهر رجب، فخطب فيهم في اليوم الثاني أَبو زرعة بنُ القاضي شرف الدين الأَنصاري، ثم عادوا في الثالث فخطب بهم شمسُ الدين بنُ الحداد الطوخي، فلما انصرفوا حصل مطرٌ ولكن غير غزير، لكنهم استبشروا به، ثم جاء المطر بعد ذلك.

* * *

وفي هذه السنة نودى على الفلوس بأَن يُتعامل فيها بالميزان وذلك في شعبان، وسُعّرت: كل رطلٍ بستة دراهم، وكانت فسدت إلى الغاية بحيث صار وزن الفلس ربع درهم بعد أَن كان مثقالا.

وفى يوم عيد النحر -والعسكرُ خارجَ البلد- أَمَر السالمي أن يُنَادى على الفلوس كلُّ رطل بأَربعة دراهم، فحصل للناس من ذلك تشويشٌ عظيم وأَكثروا الدعاء عليه، فبلغ ذلك السلطان فكاتب السالميَّ بالمنع من ذلك وأَمر بإعادة الفلوس إلى ستةٍ: كلُّ رطل.

ثم أَرسل السلطان بإمساك السالمي ليلةً كُبِس السلطان بالسعيدية، ثم سُجِن بالإسكندرية في نصف ذى الحجة بعد أَن سلَّمه السلطانُ لجمال الدين فعوقب ضربًا بالعصى بسبب أنه كاتب السلطان أن حصَّل له ثلاثة آلاف دينار فطُلبت منه، وفى سابع عشر ذي الحجة نقل إلى دمياط.

وفى تاسع عشر ذي الحجة - بعد استقرار السلطان بمملكته وظهورِ ابنٍ غراب - أُعيد أَخوه فخر الدين إلى الوزارة ونظر الخاص.

وفى الرابع والعشرين من ذى الحجة استقر نوروز في نيابة الشام، ووصل شيخ وجكم وقرا يوسف إلى الشام في ثامن عشرى ذى الحجة، واستمر بكتمر الجركسي في نيابة صفد، وسعدُ الدين بنُ غراب مشيرًا ولَبس بزىً الأُمراء حينئذ، واستمر جمالُ الدين في الأستادارية.

وفى ذي الحجة هرب أَحمد بن أويس من دمشق إلى جهة بلاده وكان النائبُ قد أَطلقه من السجن فخشي أَن ينكسروا فيُقبَض عليه فهرب.