للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هناك إلى أَن وقعت الفتنة اللنكية ففرَّ إلى تبريز، ثم تحوّل إلى حصن كيفا فأَكرمه صاحبها فأَقام عنده.

وكان قد سمع الكثير من أَصحاب الفخر، وكانت على ذهنه فوائد حديثيّة وفقهية، وكان يحب الفقهاء الشافعية وتُعْجِبُه مذاكراتُهم، ثم رجع من الحِصن إلى حلب فدخلها في صفر فحدّث بها وأَقام بها أَياما، ثم توجّه إلى دمشق سنةَ ستٍ فحجّ ثم رجع قاصدا الحصن، فلما كان بسرمين (١) مات في بكرة يوم الجمعة ثاني عشر ربيع الأَول.

قرأت بخط قاضي (٢) البلاد الحلبية القاضي علاء الدين في تاريخها: "كان إمامًا فاضلًا فقيهًا، يستحضر كثيرًا من التاريخ ويستحضر مختصر ابن الحاجب في الفقه، وكان يحب العلم وأَهله، وكان من أعيان الحلبيين". وقرأْتُ بخط البرهان المحدث بحلب أَنه سأل نور الدين بن الجلال عن فَرْعين منسوبين للمالكية فلم يستحضرهما وأَنكر أَن يكونا في مذهب مالك، فذكر [التحريرى] أَنهما يخرجان من كلام ابن الحاجب الفرعي.

١١ - عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن لاجين الرشيدي، سمع الميدومى وابن الملوك وغيرهما، وكان يلازم قراءة "صحيح البخارى"، وسمعنا بقراءاته، وكان حَسَنَ الأَداء، وسمعْتُ منه من "المعجم الكبير"، أَجزاءَ. مات في رجب وقد جاوز السبعين بأشهر (٣).

١٢ - عبد الكريم بن أَحمد بن عبد العزيز النستراوى الأَصل المصرى، وُلد في ربيع الأَول سنة ستٍّ وثلاثين، وتنقلت به الأَحوال في المباشرات إلى أَن ولى نظارة ديوان الجيش، ثم عُزل واستمر خاملا إلى أَن مات، وكان قد أُسمع من جمال الدين بن نباتة


(١) مراصد الاطلاع ٢/ ٧١٠.
(٢) في الأصل "حاكم".
(٣) وردت هنا في بعض النسخ ترجمة لعبد الرحمن بن عبد العزيز المعروف بابن السلعوس التي ذكرت في وفيات سنة ٨٠٣ رقم ٥٩، راجع ما سبق ص ١٦٧، وحاشية رقم ٥.