للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعمِّه بدر الدين [حسن] بن عبد العزيز وابن البورى بالإسكندرية، وكان مُحبًّا في الصالحين وفى أَهل الخير.

اختل حاله في آخر عمره ومات فلم يُخْلف إلا نزرًا يسيرًا، إلا أَنه لم يخلف عليه دَينا فشابَه عمَّه من جهةٍ وفارقه من جهة، فإن عمّه مات وخلَّف دينا كثيرا وتركة زوجته فجاءَ ما تحصّل من تركة زوجته من نصيبه بقدر وفاء دَيْنه، وهذا (١) لما مات لم يخلف إلّا ستمائة درهم فأخرج بها ولم يخلف فرسًا ولا حمارا ولا دارًا إلا قليلًا من الثياب الملبوسة وأَثاثًا يسيرا، وخلَّف خمسَ بنات وزوجةً وابنَىْ أخ فلم تبلغ تركته إلا شيئًا يسيرًا، وهو جَدّ أَولادى لأُمهم، مات في آخر ربيع الأَول. سمعت منه قليلا.

١٣ - عبد المنعم (٢) بن سليمان بن داود، الشيخ شرف الدين البغدادي الحنبلي، وُلد ببغداد واشتغل بها وتفقَّه ومهر وأَفتى ودرّس، وصحب تاج الدين السبكي وغيرَه، وأَخذ الفقه من الموفَّق الحنبلي، وتعين للقضاء غير مزة فلم يتفق ذلك، وكان صاحبَ نوادر وفكاهة، وقد درّس للحنابلة بالمنصورية وإفتاء دار العدل، ثم دخل القاهرة فاستوطنها وولى تدريسَ الحنابلة بالمنصورية، وافتاء أُمِّ الأَشرف بعد حسين النابلسي سنة اثنتين وسبعين، ومات في شوال.

١٤ - عبيد الله بالتصغير [بن عوض بن محمد] بن عبد الله الأَردبيلي (٣) جلال الدين الحنفي، لقى جماعةً من الكبار بالبلاد العراقية وغيرها، وقدم القاهرة فولى قضاءَ العسكر ودرَّس


(١) يعنى بذلك عبد الكريم صاحب الترجمة.
(٢) سماه السخاوى في الضوء اللامع ٥/ ٣٢٤ بعبد المنعم بن داود بن سليمان وقال "ذكره شيخنا في إنبائه ووقع عنده سليمان قبل داود، أظنه انقلب" وفي هامش، بخط البقاعي: "الذي أملانيه ابن ابنه البدر محمد بن محمد بن عبد المنعم: تقدم داود على سليمان، وكان ينقل لنا عن العلامة قاضي القضاة محب الدين بن نصر الله البغدادى أن سلفهم نصارى، وقيل إن ذلك موجود في تذكرته، وأن البدر اجتهد في استعارة التذكرة من أولاد المحب ليعدم ذلك فلم يظفر بها".
(٣) نسبة إلى أردبيل وهي من أشهر مدن أذربيجان، وكانت قصبتها قبل الإسلام وتقع في أعالى نهر سماء المستوفى: "أندراب"، انظر مراصد الاطلاع ١/ ٥٣، ولسترانج: بلدان الخلافة الشرقية، ص ٢٠٢ - ٢٠٣.