للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بمدرسة أم الأَشرف بالتبانة وغير ذلك، وكانت لديه فضيلةٌ في الجملة. مات في أَواخر شهر رمضان (١).

١٥ - على بن عمر بن علي الأَنصارى نور الدين بن شيخنا سراج الدين بن الملقن، وُلد سابع شوال سنة ثمانٍ وستين، وتفقَّه قليلا وسمع من أَبيه وبعضِ المشايخ بالقاهرة، ورحل مع أَبيه إلى دمشق وحماه فأَسمعه هناك، ثم ناب في الحكم ودرَّس بمدارس أَبيه بعده، وكان عنده سكون وحياء، وتمَوَّل في الآخر وكثرت معاملاته. مات في شعبان.

١٦ - على بن محمد بن محمد بن وفاء، أَبو الحسن الشاذلي الصّوفى، وُلد بالقاهرة سنةً تسعٍ وخمسينَ وسبعمائة، وكان يقظًا حادَّ الذهن، اشتغل بالأَدب والوعظ وحصل له أتباع وأَحدثَ ذكرا بألْحان وأَوزان تَجْمَع الناسَ عليه، وكان له نظمٌ كثير واقتدارٌ على جَلْب الخلْق مع خفَّةٍ (٢) ظاهرة، واجتمعت به مرةً في دعوةٍ فأَنكرْتُ على أَصحابه إيماءَهم إلى جهته بالسجود، فتلى هو في وسط السماع وهو يدور "فأَينَمَا (٣) تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ"، فنادى من كان حاضرا من الطلبة: "كفَرْتَ كفرْتَ!! " فترك المجلس وخرج هو وأَصحابه.

وكان أَبوه مُعجبا به وأَذن له في الكلام على النَّاس وهو دون العشرين، وكان أَكثر إقامته بالرّوضة قريب المشتهى. ومات بها في ذى الحجة، وله من التصانيف "الباعث على الخلاص في أَحوال الخواص" و "الكوثر المترع من الأَبحر الأَربع" (٤) وشعرِه ينعق


(١) جاءت بعد هذا ترجمة القضامي التي كررها ابن حجر تحت سنة ٨٠٩ برقم ٢٩، ولقد أشار الضوء اللامع ج ٥ ص ١٥٦ إلى هذا التكرار فقال: "ذكره ابن حجر في سنة سبع، قلت (أي السخاوى) وتسع بتقديم التاء هو الصواب".
(٢) أمام هذا في هامش ز "قائل هذا محجوب من المنح الإلهية"، ثم بخط الناسخ نفسه: "هذه أحوال ربانية لم يطلع عليها إلا من أطلعه الله تعالى، يظن الرائى أنها خفة وإنما هي واردات، أعاد الله عليّ من بركاته وكذلك سلفه".
(٣) قرآن كريم، سورة البقرة، آية ١١.
(٤) وهو كتاب في الفقه، راجع الضوء اللامع ٦/ ٤٦.