ومن نظمه في الجواب أيضاً وهي قصيدة طويلة أوّلها يقول فيها:
ولا الشعر من دأبي ولا هو شيمتي ... ولا أنا من خيل الفكاهة في الخبر
ثم دخل القاهرة وولي بعد ذلك تدريس الشيخونية ومشيختها، فأقام مدة طويلة إلى أن كان في أواخر هذه السنة فإنه طال ضعفه فشنع عليه القاضي كمال الدين ابن العديم أنه خرف ووثب على الوظيفة فاستقر فيها بالجاه، فتألم لذلك هو وولده ومقت أهل الخير ابن العديم بسبب هذا الصنيع، ومات الشيخ زاده عن قرب، وكان له ولد يسمى محموداً كثير الفضل والعلم عارفاً بالعلوم الآلية، وأقبل على الحديث يسمعه ويشغل فيه، وناب عن أبيه في الشيخونية فحرم من وظيفة أبيه، فقرّره جمال الدين في مدرسته لتدريس الحنفية فانجبر بذلك.
سالم بن سعيد بن علوي الحسباني أمين الدين، قدم القدس وهو ابن عشرين سنة فتفقّه بها، ثم قدم دمشق في حياة السبكي واشتغل وداوم على ذلك، وتفقه بعلاء الدين بن حجي وغيره، وأخذ النحو عن السكسكي وغيره، ثم قدم القاهرة فقرأ في النحو على ابن عقيل وفي الفقه على البلقيني وقدم معه دمشق، لما ولي قضاءها وولاّه قضاء بصرى ثم لم يزل يتنقل في النيابة بالبلاد إلى أن مات، وكان مكبّاً على الاشتغال وفي ذهنه وقفة وكان مخلا، مات في جمادى الأولى وقد جاوز السبعين.
شاهين بن عبد الله السعدي الطواشي، خدم الأشرف فمن بعده وتقدم في دولة الناصر، وولي نظر الخانقاه البيبرسية وغيرها.