للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

١٩ - محمد بن أَحمد بن محمّد بن أَبي الفتح بن أَبي سالم شمس الدين، ابن الأَطعاني الحلبي، ولد بحلب خامس شعبان سنة ثمان وأَربعين، وحفظ "المنهاج" وعَرضه على الزَّيْن الباريني (١) وتفقه عليه، ونسخ "شرح المنهاج" لابن الملقن بخطه.

"وكان والدُه من الفقهاء بحلب وينوب في بعض البلاد، وعُرِضَ عليه ذلك بعدَه فامتنع وتزهّد ولبس خرقةَ التصوّف وسافر إلى القدس فلبس الخرقة من الشيخ عبد الله البسطامى، ثم رجع إلى بلده حلب وانقطع بزاويته خارج باب الجفان وصار مُعْتَقَدًا مقْبلًا على شأْنه، ديّنا بهى المنظر، وتتلمذ له جماعة، وحجَّ مرارا وجاور في بعضها، واشتهر عند أَهل حلب وبُنِيت له زاويةٌ، ولبس منه جماعةٌ الخِرقة، وكان الأَكابر يترددون إليه ويتبرّكون به ولا يزداد إلَّا تواضعًا وتعبدا، وكان منوّر الشيبة، حسنَ الخَلق والخُلق كثيرَ الحياء بهيَّ المنظر، وسكن بعد الكائنة العظمى في دار القرآن المجاورة للجامع الكبير إلى أَن مات بعد الزوال في تاسع ذي القعدة، وحضر جنازتَه جمعٌ لا يحصون كثرةً". نقلْتُه من تاريخ حلب لابن خطيب الناصرية.

٢٠ - محمد (٢) بن صالح بن عمر بن أَحمد الحلبي المعروف بابن السّفاح ناصر الدين، ولى كتابةَ الإنشاء ثم ترقي إلى أَن ولى كتابة السرّ بالقاهرة فلم يُقدَّر ذلك، ومات في تاسع عشر المحرم، وكانت قد انتهت إليه الرئاسة عند يشبك، وكان عليه اعتمادُه في مهمّاته.

وكان عاليَ الهمة عارفًا بالسياسة كثير المروءة شديدَ العصبية، كثير المحبّة للعلماء والصالحين، وحصلت له محنةٌ في سلطنة الظاهر وصُودر، ثم توجَّه إلى القاهرة بعد وقعة


(١) نسبة إلى بارين وهى مدينة بين حلب وحماة، وقال ابن عبد الحق في مراصد الاطلاع، ١/ ١٥٢ "إن العامة تقول: بعرين".
(٢) ورد اسمه في المقريزي: السلوك، ٥٢ أ "محمد بن محمد بن محمد بن الطوخى ناصر الدين محمد بن صلاح الدين صالح بن أحمد" وفى هـ بخط البقاعي في الهامش "صواب نسبه: ابن صالح بن أحمد بن عمر بن يوسف بن أبي السفاح، وقد اختلفت عبارة شيخنا عنه هنا، وفى ترجمة أخي هذا في سنة خمس وثلاثين"؛ ويلاحظ أنها لا توجد في هذا التعليق.