للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تنم فاتصل بالأَمير يشبك، واستقر في التوقيع بين يديه إلى أَن مات، قلتُ: رأَيْتُه عنده، وكان لطيف الشكل، رحمه الله تعالى.

٢١ - محمد بن عباس بن محمد بن حسين بن محمود بن عباس الصلتي ثم المعرّى شمس الدين، وُلد في سنة خمس وأربعين [وسبعمائة] أَو قبْلها، وهو سبط البرهان بن وهيبة، ونشأَ في حجر خاله بدر الدين بن وهيبة، وولى قضاءَ غزة في أَوائل هذا القرن مضافًا إلى القُدس، ومن قبل ذلك [ولى] قضاءَ بعلبك وحمص وحماة مرارا، ثم قدم القاهرة فسعى في قضاء المالكية بدمشق فوليه ولم يتم أَمره (١)، ثم ولى قضاءَ دمشق على مذهب الشافعي بعد الوقعة أشهرًا، ثم عُزل ومات معْزولًا، وكان مفرطا في سوء السيرة قليلَ العلم، وكان قد اشتغل قليلا وأَذِن له شمس الدين بن خطيب يبرود في الإفتاء (٢)، وذكره ابن حجى في تاريخه في حوادث سنة ثمانٍ وثمانين قال: "وفيها ولى ابن عباس قضاءَ بعلبك، وهو رجل جاهلٌ وكان الذي عُزل به رجلٌ من أَهل الرواحية يدرّس بدار الحديث بها فجاءَ هذا لا دِرَايةَ ولارواية، وإنما كان يتولى بالرشوة لبعض من لاخير فيه"؛ مات في أَوائل جمادى الأُولى. وكان إذا ولى القضاء إنما يُكْتَب له مُجرَّدا عن الأَنظار والوظائف، فإنه كان أَرضى بهما أَهل البلد (٣) ورضى بالقضاء مجردا. ومُدّةُ ولايته لقضاء دمشق في المرتين سنةٌ وشهر.

٢٢ - محمد بن عبد الرحمن الصُّبَيْبِي (٤) المدني، اشتغل بالفقه ودرّس في الحرم النبوى؛ مات بصفد وقد بلغ الخمسين.


(١) راجع المقريزي: السلوك، ورقة ٥٢ ب.
(٢) من أول الترجمة حتى هنا نقله ابن طولون في كتاب قضاة دمشق، ص ١٢٨.
(٣) "أهل العلم" في قضاة دمشق لابن طولون، ص ١٢٩.
(٤) نسبة إلى صبيب - تصغير صب - وهى بركة على يمين القاصد إلى مكة، انظر ابن عبد الحق: مراصد الاطلاع ٢/ ٨٣٢.