ومن تبعهما لقتاله فهرب إلى حماة، فدخل شيخ وجكم طرابلس، فنزل جكم بدار النيابة، ووقع يَوم دخولهم مطرٌ كثير جدا، فلما بلغ ذلك نائب حلب توجه أَيضا إلى حماه فاجتمعوا كلهم عند نوروز ووافقهم جمعٌ كثيرٌ من التركمان منهم: ابن صاحب الباز، فوقعت الواقعة بين جكم وشيخ وبين دقماق نائب حماه ومن انضم معه ظاهرَ حماه في أَواخر رجب، فانكسر دقماق وملكا حماه، وقُتل دُقماق بين يَدَىْ جكم ونَهب حماه.
وكان نوروز قد توجّه إلى حلب هو ومَن معه لأَن دمرداش كان تقدّمهم وأَوهمهم أَنه جمع لهم التركمان، فلما وصلها غَلب على حلب فتوجَّه نوروزُ ونائبُ حلب في إثْرِه وبقى دقماق بحماة وحيدًا فانكسر.
ثم توجّه جكم وشيخ إلى حلب فدخلوها بغير قتال، وهرب نوروز إلى جهة الشَّمال واستقر بها الأَمير جكم، ورجع شيخ إلى دمشق وكان قد أَرسل إلى الناصر يخطب منه نيابةَ دمشق ويخطب لجكم نيابةَ حلب، فوصل شاهين الحسنى ومعه رسولُ سودون الطَّيار ومعه ولاية شيخٍ على الشام، وجكم على حلب، ودمرداش على حماة.
ودخل (١) شيخ إلى دمشق في أَواخر رجب ولبس خلعةَ النَّاصر ولم تخرج دمشق في هذه المرة عن حكمه في الصورة الحسية، وكان بعد ذلك ما سنذكره.
و كان دمرداش مشتَّتا عند التركمان.
* * *
وفيها كائنة عبد الوهاب بن الجباس المصرى، وكان يحترف في حانوتِ عطارٍ فسعى أَن يكون سمسارا فأُهين ومُنع، فخَدم عند بدر الدين الكلستاني كاتب السر فسعى له