للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتعانى (١) صناعة الكتابة، وكان مِمَّن اتُّهم بإعانة الفرنج على نهب الإسكندرية، فلما توجهوا منها خاف وأسلم.

ولما مات نشأ ولده عبد الرزاق واشتهر بمعرفة الكتابة والأمانة إلى أن ولى نظر الإسكندرية. ومات بعد الثمانين وخلَّف ماجدًا وإبراهيم وهو الأصغر، فاتصل إبراهيم بالأمير محمود الأستادار في سلطنة الظاهر برقوق وتلقب "سعد الدين"، وتنقلت به الأحوال على ما تقدّم في الحوادث. وعظُم قدر أخيه فخر الدين في الرئاسة فولى الوزارة ونظر الخاص وغير ذلك بعناية أخيه، ولم يكن فيه من آلات الرياسة شي بل كان يلثغ لثغة قبيحة ويسير سيرة جائرة، ولما مات أخوه خَمل وخمد وآل أمره إلى أن مات في حبس الأمير جمال الدين الأستادار، وقد تقدمت ترجمته في آخر الحوادث (٢) من هذه السنة.

٢٥ - محمد بن أبي بكر بن إبراهيم (٣) شمس الدين الجعبرى الحنبلي العابر، كان يتعانى صناعة القبّان، وتنزَّل في دروس الحنابلة، ونزل في سعيد السعداء، وفاق في عبارة الرؤيا، ومات في جمادى الآخرة (٤).

٢٦ - محمد بن أبي بكر بن سليمان بن أحمد العباسي أمير المؤمنين المتوكل على الله ابن أبي عبد الله بن المعتضد بن المستكفى بن الحاكم، ولد في سنة نيف وأربعين أو نحوها، وتولَّى الخلافة في سنة ثلاث وستين بعهد من أبيه إليه، واستمر في ذلك إلى أن مات في شعبان من هذه السنة سوى ما تخلَّل من السنين التي غضب فيها عليه الملك الظاهر برقوق من ولاية قريبه، واستقر في الخلافة بعده ولدُه أبو الفضل العباسي ولقب المستعين


(١) المقصود بذلك الجد وليس صاحب الترجمة.
(٢) راجع ما سبق، ص ٣٢٨ - ٣٣٠.
(٣) لم يدرجه السخاوى: الضوء اللامع ٧/ ٣٩٢ فيمن اسم جده "إبراهيم" بل "إسماعيل".
(٤) في هامش ز بخط الناسخ عبارة "وهو والد شيخنا" وكأنها تكملة للترجمة.