للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

خرج برقوق من الكرك، فلما انتصر برقوق جدّد له الخليفة الولاية بالسلطنة وأحسن إليه واستمر على حاله إلى أن مات برقوق، فقلَّد السلطنة لولده الناصر فرج. ومات في أيامه.

٢٧ - محمد بن أبي بكر بن محمد بن الشهاب محمود بن سلمان بن فهد، الحلبي الأصل الدمشقى، شمس الدين بن شرف الدين، وُلد في شعبان سنة ٧٣٤، وحضر في الخامسة "المنتقى من معجم ابن جميع" على البرزالي وأبي بكر بن قوام وشمس الدين بن السراج والعلم سليمان [بن عسكر بن عساكر] المنشد بطريق الحجاز في سنة تسع وثلاثين، وسمع في سنة ثلاث وأربعين عن عبد الرحيم بن أبي اليسر، والشرف عمر بن محمد بن خواجه إمام، ويعقوب بن يعقوب الحريري، والعزّ محمد بن عبد الله الفاروثى وغيرهم: "الأوَلين من مشيخة الفخر"، وحدّث.

وكان شكلا حسنًا كامل الهيئة مفرط السمن، ثم ضعف بعد الكائنة العظمى وتضعضع حاله بعد ما كان مثريًا، وكان كثير الانجماع عن الناس مكبًا على الاشتغال بالعلم، ودرس بالبادرائية نيابة، وكان كثير من الناس يعتمد عليه لأمانته وعقله. مات في خامس عشرى جمادى الأولى وقد ولى قبل ذلك كتابة السر.

٢٨ - محمد (١) بن الحسن الأسيوطى شمس الدين، كان (٢) عالما بالعربية حسن التعليم لها، انتفع به جماعة وكان يعلم بالأجرة وله في ذلك وقائع عجيبة تنبئ عن دناءةٍ شديدة وشُحٍّ مفرط، وكان منقطعًا إلى القاضي شمس الدين بن الصاحب الموقع، ونبغ له ولده شمس الدين محمد (٣) لكن مات شابًّا قبله. رحمهما الله تعالى.


(١) وردت هذه الترجمة بالنص في شذرات الذهب ٧/ ٧٨ - ٧٩، كما أن اسمه وارد في السلوك للمقريزى، ورقة ٥٧ ب "محمد بن حسن".
(٢) عبارة "وكان عالما بالعربية حسن التعليم لها انتفع به جماعة" هي نفس عبارة العينى في عقد الجمان، ٢٥/ ٢٤٤، س ٥ - ٦.
(٣) انظر فيما بعد ص ٣٤٧، ترجمة رقم ٣٥.