للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

واستخلف بالقاهرة تمراز نائبا في الغيبة ورحل من الريدانية ثانى عشره (١)، ثم دخل غزة في ثاني عشرى ربيع الأول، ثم دخل دمشق في سابع ربيع الآخر، وحَمَل الجتر (٢) بين يديه شيخ نائبُ الشام.

ورحل السلطان مَن الريدانية صبيح يوم الجمعة فخرج الناس من القاهرة، ولما بلغهم ذلك - كالوزير وناظر الخاص والقاضي الشافعي قبل صلاة الجمعة - تأخَّر كثير منهم إلى أن صلوا الجمعة وركبوا ووصلوا إلى غزة في ثاني عشرى ربيع الآخر، ثم وصل إلى دمشق في سابع ربيع الآخر (٣).

وجهَّز السلطان قبل سفره أخويه المنصور عبد العزيز وإبراهيم إلى الإسكندرية، وأرسل معهما قطلوبغا الكركي وإينال حطط يحتفظان بهما، فلم يلبثا (٤) أن ماتا في يوم واحد في العُشر الأول من ربيع الآخر، وأُحْضِرا إلى القاهرة ميتَيْن فدُفِنا في تربة أبيهما، وحضَر مع الأمير الذي كان موكَّلًا بهما محضر مثبوت بأنهما ماتا بقضاء الله وقدره.

وكان نوروز لما بلغَتْه حركة السلطان إلى الشام جهَّز سودون المحمدى في عسكرٍ إلى الرّملة وأمره بشَنْق فواز أمير عرب حارثة فشُنق، ووصل إليه إينال بن قجماس ويشبك بن أزدمر هاربَيْن من القاهرة، ووصل معهما سودون المحمدى هاربًا من الرملة؛ ودَخل الرملة جبريل والعثمانى وجاهين دويدار نائب الشام.

وفى سابع عشر ربيع الآخر خرج نوروز ومعه العسكر إلى قَصْد قتال ابن بشارة (٥)، وأرسل بكتمر جلق لجمْع العشير، ثم رجع نوروز إلى البقاع ولحق به بكتمر وتوجَّها


(١) أمامها في هامش ك "خروج الناصر لقتال جكم".
(٢) في هـ "الشتر" وأمامها في الهامش "أي القبة والطير المذهب"، وفي هامش ز "الذي يقول الناس: القبة والطير".
(٣) أمامها في هامش هـ "يحرر هذا الكلام فقد تقدم آنفا ما يخالفه".
(٤) يقصد بذلك أخوى السلطان: عبد العزيز وإبراهيم.
(٥) يعنى بذلك أحمد بن بشارة من مشايخ العشير بالشام.