للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

إلى بعلبك، ثم توجّهوا إلى ناحية حمص في أواخر الشهر؛ ودخل جاهين دوادارُ النائب في سابع عشرى ربيع الأول إلى دمشق، ثم وصل أُستاذه ودمرداش إلى الشام آخر يوم في ربيع الأول؛ واستقر ألطنبغا العثماني في نيابة صفد، وعمر بن الهدبانى حاجبَ الحجّاب بدمشق، واستقر سودون بقجة في نيابة طرابلس.

وفي ربيع الآخر سعَتْ جماعةٌ من المماليك لطلب النفقة فأمر الناصر بمسْك جماعةٍ منهم وشَنْق جماعة.

وفى نصف ربيع الآخر برز السلطان إلى جهة حلب واستقرّ صبيحةَ ذلك اليوم نجمُ الدين عمرُ بنُ حجى - أخو الشيخ شهاب الدين - في قضاء الشام، واستقر علاءُ الدين ابن نقيب الأشراف الدمشقى في كتابة السرّ.

ووصل في هذا الشهر شمسُ الدين الإخنائى إلى دمشق وكان قد ملَّ من السعي في قضاء الشافعية بمصر وتناوَبَ ذلك القاضي جلال الدين البلقيني أربع مرات، وفي الآخر استعان البلقيني عليه بجمال الدين الأستادار فألزمه بالسفر صحبة العسكر إلى الشام فسافر وفارقَهم إلى القدس.

* * *

وفى ربيع الأول غضب الناصر على قضاة حماة ورسم عليهم وصادرهم وأهانهم، ووضع في رقابهم الزناجير لكوْنهم أثبتوا محضرا صورته: أنهم سمعوا طائرًا بحماة يقول: "اللهم انصر جكم"؛ وكان قبل ذلك قد رسم على قضاة الشام وطلب من كل واحدٍ منهم مالًا كثيرًا فُوزن أكثره في الترسيم، فطلب من علاء الدين أبي البقاء مالًا فاختفى ثم مات قريبًا.

ودخل (١) الناصر حلب في أواخر ربيع الآخر وصُحْبَتُه القضاة: البلقيني والكمال بن العديم والبساطى وسالم، فهرب جكم ونوروز وتمريغا المشطوب من حلب وعدوا الفرات،


(١) أمامها في هامش ك "دخول الناصر حلب وهرب جكم".