للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فتخاذلوا، وخرج بعضهم يوهم أنه يتوجه إليهم وبعضهم إلى جهة مصر، فما وسع النَّاصر إلَّا الرجوع إلى مصر فخلع على شيخ وقرّره في نيابة دمشق، وأمره أن يجمع النوّاب ويتوجّه إلى صفد، فخرج هو ودمرداش ويونس العثمانى إليها، وتوجّه الناصر في ثاني عشرى جمادي الآخرة.

* * *

وفى ذى القعدة زلزلت أنطاكية زلزلةً عظيمة فمات تحت الردم عددٌ كبيرٌ؛ قيل: مائةٌ وقيل أكثر.

وفى (١) رجب هرب سودون الحمزاوي من الناصر فتحصّن بقلعة صفد، فلما قصد نوروز دمشق خرج منها شيخ فتحيل على سودون الحمزاوى وأخذ منه صفد فتحصن بها وذلك بعْد أن أمن إليه الحمزاوى، وكاتب نوروز وجكم بسببه وسأل منهما أن يكون هو وشيخ يدًا واحدة على مَن خالفهم، وجاءه جواب نوروز بالصغو إلى ذلك فلم يفجأ إلا وشيخ تملَّك القلعة وحال بينه وبينها، فهرب إلى نوروز، واستولى شيخ على جميع ما وجده للحمزاوي هناك (٢).

* * *

وفى شعبان (٣) سُلِّم فخر الدين بن غراب للأُستادار فصادره وأهانه.

وفيه (٤) شرع نوروز في عمارة القلعة وجَدَّ في ذلك واجتهد، وعمل فيه الترك والعامة وتزاحموا على ذلك، وفرضوا بسبب ذلك على الأراضى أموالًا كثيرة وشقَّ ذلك على الناس، وشرعوا في إقطاع الأوقاف والأملاك، وكثرُ السعىُ عند نوروز في الوظائف بالبراطيل وانتزاعها من أربابها وقُبض على كثير من التجار فصودروا حتى كان أهل دمشق يشبهون


(١) راجع هذه الأحداث أيضا في السلوك، ورقة ٦٢ ا وفى نزهة المنفوس.
(٢) أمام هذه الأخبار في هامش هـ "يحرر فإنه ذكر وفاته في التي قبلها".
(٣) انظر السلوك، ورقة ٦٢ ب.
(٤) أمامها في هامش ك "تاريخ شروع نوروز في عمارة قلعة دمشق".