للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

تلك الأيام بأيام تمرلنك، كذا قرأتُ في تاريخ ابن حجى بل قال: "إنها أبشع" قال: "وتنوَّعوا في ظُلم الناس واقتراح الذُّنوب لهم وظهر أهل الفساد ظهورا عظيما".

وفى أواخر شهر شعبان خرج إينال باى بن قجماس ويشبك بن أزدمر وسودون المحمدى وأسنباى في جماعة كبيرة إلى غَزَّة، وكان شيخ قد قبض على نائبها جبريل، وجَهَّز شيخ مماليكَ الحمزاوى في مركب فاتَّفق أنَّهم فكُّوا قيودهم وغلبوا على الموكلين بهم وطلعوا إلى أستاذهم بغزَّة.

وفى شعبان مات قطلوبغا الكركي وإينال حطط وكانا من أعوان يشبك.

وفي مستهل رجب مات ركنُ الدين عمر بن (١) قايماز الأُستادار.

وفيها خطب جماز إمرة المدينة فأرسل إليه من مصر أن يقْتَتِل هو وثابت فمن غلب كان الأمير، فاقتَتلا في ذى القعدة، فغلب جماز واستولى على المدينة.

* * *

وفى (٢) التاسع من جمادى الآخرة بُويع الأمير جكم بالسلطنة ولُقب "الملك العادل"، وضُربت السكة باسمه وخُطب له بحلب، ثم أرسل دعاته إلى البلاد فأطاعه جميع النواب بالممالك الشامية والشمالية وخُطب له بها، ولم يتأخَّر عن طاعته غير صفد لإقامة شيخ بها ومن معه، بل خُطب له من غزة إلى الأبلستين (٣)، وانتزع ألبيرة (٤) من كزل وكان عصى بها، وحلف له نوروز ومَن بَعْده (٥) بدمشق في ذى القعدة وكذا من بعده من الأمراء، فقدر الله تعالى أن مدته لم تطل فإنه استولى على القلاع التي بيد التركمان كلها، ولم يتأخر عليه سوى آمد كانت مع محمد بن قرايلك فعصى عليه، فخرج (٦) عليه جكم


(١) راجع عنه السخاوى: الضوء اللامع ٦/ ٣٥٩.
(٢) في هامش ك "سلطنة جكم بحلب".
(٣) في هامش هـ "رأيت بعض الموسمين كتبها البالستين".
(٤) البيرة - بكسر الألف - بلد قرب سميساط بين حلب والثغور الرومية وهى قلعة حصينة، انظر ياقوت معجم البلدان ١/ ٧٨٧ ومراصد الاطلاع ١/ ٢٤٠.
(٥) المقصود "بمن بعده" هنا جماعة الأمراء الذين هم أصغر منه منزلة.
(٦) أمامها في ك "خروج جكم. . ." ثم عبارة غير واضحة.