للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٣٨ - محمد بن أبي بكر بن أحمد النحريري المالكي، أخو خلف؛ ناب في الحكم وتنبه في الفقه ودرس؛ مات في نصف السنة.

٣٩ - محمد [بن أحمد (١)] بن فُهَيْد المصرى، الشيخ شمس الدين المغيربي، نشأ في خدمة الصالحين ولازم الشيخ عبد الله اليافعي (٢) بمكة وكان كثير الحج والمجاورة، وصحب طشتمر الدويدار فنوه بذكره، وكان الظاهر يعظِّمه ودخل معه دمشق فكان يصلِّى بجانبه في المقصورة فوق جميع الأُمراء، وكان حسن العشرة كثير المخالطة لأبناء الدنيا، وله مع أهل الحرمين مواقف. مات في جمادى الآخرة وقد جاوز الستين.

٤٠ - محمد بن محمد بن جعفر الدمشقى، الشريف شمس الدين، مات في شهر رمضان سنة تسعٍ وثمانى مائة بالقاهرة، وكان من الصوفية بسعيد السعداء، وكان جاور بمكة عدة سنين ثم ولى طرابلس مدةً طويلة، ولم يكن يعرف شيئًا من العلم، واتَّفق له أنه قال في الدرس وهو قاض: "عن سعيد بن أبي جبير"؛ وكان ذلك جوادًا، ثم نُقِل إلى قضاء طرابلس فاستمر إلى أن مات إلَّا أن الأمير جكم كان أرسل بعزله فوصل وقد مات. وكان كثير الرياسة والحشمة ومكارم الأخلاق وتقريب أهل العلم، وكان للشعراء فيه مدائح.

٤١ - محمد (٣) بن محمد بن عبد الرحمن بن حيدرة الدجوى، تقى الدين أبو بكر، ولد سنة سبع وثلاثين وسمع من ابن عبد الهادى والميدوى والعُرضى وغيرهم، وتفقَّه واشتغل وتقدّم ومَهر، وكان ذاكرًا للعربية واللغة والغريب والتاريخ، مشاركًا في الفقه وغيره، وكان بيده عمالة المودع الحكمي فشانَتْه هذه الوظيفة، وكان كثير الاستحضار دقيق الخطَّ.

سمعْتُ منه وكتبَ لى تقريظًا حسنًا على بعض تخاريجى، وكان يغتبط بي كثيرًا ويحضنى على الاشتغال. نوّه السالمي بذكره وقرره مسمعًا عند كثيرٍ من الأمراء فحدّث مرارًا بصحيح مسلم؛ ومِمَّنْ قرأ عليه طاهر بن حبيب الموقِّع. مات [الدجوى] في أواخر ربيع الآخر وقيل في ثامن عشر (٤) جمادى الأولى.


(١) الإضافة من المقريزي: السلوك، ورقة ٦٣ ا.
(٢) "اليافي" في السلوك، ورقة ٦٣ ا، وهو خطأ.
(٣) سماه المقريزى في السلوك، ورقة ٦٣ ا "محمد بن عبد الرحمن بن حيدرة".
(٤) أخذ المقريزى: السلوك، ورقة ٦٣ ا، بالتاريخ الثاني.