للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وفي العشرين من المحرّم درّس ناصر الدين بنُ العديم - وهو شابٌّ أوَّلَ ما بلغ - في المنصورية، نزل له أبوه عنها، فحضر يشبك فَمَن دونه من الأمراء والقضاة، وكان حينئذٍ أمرد.

ونُهب حاجُّ المغاربة ومَن انضمَّ إليهم من الإسكندرية وغيرهم في رجوعهم من المدينة وينبع (١).

وفيه أرسل قرايلك رأس جكم إلى العجل بن نعير، فأرسلها إلى القاهرة ووصلت إلى الشام في المحرم.

* * *

وفى المحرم أرسل الناصرُ إلى نوروز في طلب الصلح فأذعن لذلك، وأرسل له أمير بلاط الذي كان في أسْره في العام الماضي، ثم أرسل نوروز تاج الدين بن الزهرى وعبد الملك ابن الشيخ أبي بكر الموصلى وجماعةً إلى شيخٍ في طلب الصلْح، فلقوه في بحيرة القدس (٢) فأعاد الجواب بالإذعان إلى الصلح، واعتذر لما طلب نوروز منه أن يشفع له إلى السلطان بأن يعطيه نيابةً حلب فإنّ الأمر فات؛ ووصَلتْ عساكر السلطان إلى غزَّة، وشاع في دمشق أن شيخًا يريد التوجّه إلى دمشق فاستعدّ له نوروز وبرز إلى سطح المِزَّة، وفي غضون ذلك وصل بكتمر جلَّق من ناحية طرابلس منهزمًا: أوْقَع به جاهين الدويدار الشيخي، فأرسله نَوْرُوز إلى جهة شيخ مع عسكرٍ فلم يَنَلْ طائلًا.

* * *

وفيه كملت عمارة قلعة دمشق وكان ابتداؤها في العام الماضي، وصُرف على عمارتها مالٌ كبير جدا، وظُلم بسببه أكثرُ الخلق من الشاميين وغيرهم.

* * *

وعاد رُسل نوروز إليه بأمر شيخ كما تقدّم وبأنه وصلت إليه خلعة النيابة من السلطان، وكان خروج الجاليش من القاهرة، وأنه (٣) لا يقاتل نوروز ولا يواقعه بل ينتظر مجيء السلطان،


(١) راجع في كل هذه الأحداث المقريزي: السلوك، ورقة ٦٤ ب - ٦٥ ا، ابن الصيرفي: نزهة النفوس والأبدان، محقيق حسن حبشي، ج ٢.
(٢) وتعرف أيضا ببحيرة حمص، انظر Le Strange : Palestine Under the Moslems، pp، ٦٠،٦١،٦٩ وهي واردة به باسم بحيرة قدس: بفتح القاف والدال.
(٣) الضمير هنا عائد على الجاليش.