للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فلما تحقَّق نوروز ذلك خَذَلَهُ بعض أصحابه (١) منهم محمود قمش وتوجهوا إلى شيخ فرحل نوروز إلى بَرْزة (٢) وتوجّه نحو البلاد الشمالية، ودخل شيخ دمشق بغير قنالٍ في تاسع صفر ووصل معه ألطنبُغا العثماني، وكان الناصر أمَّره على نيابة طرابلس.

وفى الثامن (٣) عشر من المحرم وصلَتْ رأسُ جكم ورأسُ ابن شُهْرى صحبة حاجب ابن نُعير فُعُلِقَّتَا بالقاهرة، وكان خروج الجاليش من القاهرة في ثاني عشرى المحرم.

وفيه [خرج] (٤) يشبك وتغرى بردى وبيغوت وسودون بقجة وعلَّان، وخرج الناصر في الثامن والعشرين منه وتوجّه من الريدانية في ثاني صفر واستناب في غيبته تمراز، ومعظم الأمر والنَّهْي لجمال الدين الأُستادار؛ وقد ضُرِبت عنق والى الفيوم بحضرته في داره لأمرٍ اقتضى عنده قَتْلَه فقُتِل.

ولما كان في السابع عشر من صفر خرج شيخٌ لملاقاة الجاليش ودخل يشبك ومن معه في تاسع عشره، ودخل السلطانُ في الثاني والعشرين من صفر بأبَّهة السلطنة في احتفالٍ زائد، يحمل نائبُ الشام القبة (٥) على رأسه بين يديه، ودخل جمال الدين الأستادار وقد جُمِعَت له الوظائف المتعلَّقة بالمباشرين من قبْل أن يخرج السلطان من مصر: مثل الوزارة والإشارة ونظر الخاص والأستادارية والكشف ونحو ذلك. فرسم على القضاة وعلى كاتب السر والوزير الشاميين وأهانهم وطلب منهم أموالًا عظيمة، وضَرب الوزيرَ بالمقارع، وضَرب المالكيَّ تحت رجْلَيْه ونسبه إلى أنَّه حكم بغيْر ولاية وقرّر عوضه عيسى، وهرب الحنفى بن القطب دونهم تقرر عوضه صدر الدين الأدمى.


(١) في هامش ز بخط الناسخ "في الأصل: ثقاته منهم قجقار وقمش".
(٢) برزة بتاء التأنيث قرية من قرى غوطة دمشق، ويقال إن بها مشهدا للخليل وإنه ولد بها إبراهيم في رأى ينكره الكثيرون، انظر ياقوت المعجم ١/ ٥٦٣، ومراصد الاطلاع ١/ ١٨٠٠.
(٣) في هـ "الثاني".
(٤) فراغ في الأصول.
(٥) "الجتر" في السلوك، ورقة ٦٦ ا.