للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

جلَّق وطائفةً معه قليلةً قد نزلوا ببعلبك، فخرج يشبك وجركس ومَن معهما ليُوقعا به، وتأَخَّر شيخ بدمشق، فخرجوا إلى بعلبك عن طريق حمص لئلَّا يُفطن بهم فصادفوا مجئَ نوروز وعسكره وقد انضمّ إليه بكتمر جلق ومن معه، فوقعت العين على العين فتحاربوا عند وادي موتة (١) من كروم بعلبك فكاثَرَهم نوروز ومَن معه، فقُتل يشبك وجركس وفارس دوادارهم وأُرْسِلَت رءوسُهم إلى النَّاصر فوصلت إليه بالقاهرة وكان عِلْمُ ذلك وصل إليه وهو بالطريق في العريش، فلمّا بلغ شيخًا خبرهم خرج من دمشق على طريق جرود (٢) في ليلة الجمعة ثالث عشره ودخل نوروز دمشق في رابع عشر ربيع الآخر، ونودى بالأَمان، ورجع بكتمر جلَّق نائب طرابلس إلى بلده ويشبك بنُ أَزدمر نائب حماة إلى بلده في العشرين منها.

وفى سادس عشر ربيع الآخر حكم بعض القضاة بقتل سودون الحمزاوي قصاصًا بأَمْر السلطان فقُتل (٣) بين يديه، ثم شاع أنه ذُبح بين يديه كثير من الأُمراء المأْسورين وغيرهم.

* * *

وفى ثالث جمادى الأُولى استقرّ تغرى بردى أَتابكَ العساكر بالقاهرة عوضًا عن يشبك، وكمشبغا المزوّق [أَمير آخور] (٤) عوضًا عن جركس المصارع، وذلك في اليوم الذي قدم فيه قاصد نوروز برءُوسهما.

وفى آخر جمادى الأَول تجهَّز نوروز إلى الجهة الشمالية لمحاربة شيخ، ثم قيل إنه كاتَبَه وأَنهما قصدا الاجتماعَ والتَّصافي، فاجتمعا في الطريق وانفرد كلٌّ منهما عن جماعته، واتفق مجئ دويدار السلطان ومعه مكاتبات بأُمور كثيرة، فلمّا سمع باتفاق الأَميرين رجع إلى مصر، وتوجّه الأَميران بعسكرهما إلى بلاد ابن بشارة فأَوْسعوها نهبًا، وهرب ابن بشارة ثم قَبض عليه نائب صفد.


(١) كلمة غير مقروءة في جميع نسخ الإنباء المستعملة هنا؛ هذا وقد وردت في ياقوت: المعجم باسم "موته"، وعرفها بأنها قرية من أعمال بعلبك انظر أيضا Le Strange : op. cit p.٥١٠ .
(٢) في "جزوي"، وفى هـ "حرور"، مراصد الإطلاع.
(٣) الوارد في السلوك، ورقة ٦٦ ب، أن السلطان استدعى القضاة بين يديه وأثبت عندهم إراقة دم سودون الحمزاوي لقتله إنسانًا ظلما، فحكموا بقتله فقتل.
(٤) الإضافة من السلوك، ورقة ٦٧ أ.