للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

حسين بن منصور المحتسب باختفاء شيخٍ عنده فضُرب بالمقارع ثم ظهرت براءتُه، فخُلع عليه بالحسبة. ثم سأل الناصرُ عن نوروز فقيل له إنه هرب إلى حلب فأرسل إليه خلعةً بنيابة الشام بشرط أن يرسل إليه الأمراء الذين خامروا على السلطان، فقبض عليهم نوروز وأرسلهم، منهم: إينال المنقار وعلَّان وجقمق وأسن باى صحبة سلامش، فولَّاه السلطان نيابة غزَّة وأرسل إلى نوروز بنيابة الشام فقَبِلَها وشرط أن لا يدخل الشام حتى يخرج الناصر منها، فرحل النَّاصر من دمشق وصحبتُه هؤلاء الأمراء، وقبض أيضا على سودون الحمزاوي وأقبردي وجماعة كثيرة من الأمراء الصغار وعدتهم سبعة عشر أميرًا، واستقر بكتمر جلَّق في نيابة طرابلس.

وكان دخول النَّاصر إلى القاهرة في رابع عشرى ربيع الآخر، فأمر بقتل الأمراء المذكورين إلَّا إينال المنقار وعلَّان فَحُبسَا بالإسكندرية وكذلك يلبغا الناصري، وكان الناصر قد جدّ في هذه النوبة في السير إلى مصر بحيث أنه أقام في الطريق عشرة أيامٍ فقط، وطَلع القلعة والأمراءُ بين يديه قد أرْكِبُوا خيولًا مقيّدين تحت آباط الخيل، ووراء كل واحدٍ راكبٌ بيده سكين مصوّب بها إلى ناحية بطنه.

* * *

وأما يشبك فإنه لمّا هرب ومَن معه لحق بهم شيخ وكثُر جمعُهم وتحقَّقوا رحيل السلطان عن دمشق وقد جعل فيها (١) بكتمر جلَّق نائب الغيْبة عن نوروز، وأمره إذا وصل نوروز أن يتوجه إلى نيابة طرابلس، فلمّا بلغهم ذلك رجعوا إلى دمشق فهجموا عليها في الثامن من ربيع الآخر، فهرب بكتمر جلق نائب طرابلس قبل رحيله، وقبض على العرر (٢) أستادار نوروز وغيره وشرعوا في جباية الأموال والخيول بعد النداء بالأمان، ورجع الذين ودعوا الناصر فاختفى بعضهم وظهر بعضهم؛ واستخرَج شيخ من دار السعادة مالًا له كان مدفونًا، وأجمعوا أمرهم واجتمع عليهم من يرى رأيهم، فبلغهم في حادى عشر ربيع الآخر أن بكتمر


(١) "فيها" غير واردة في ك.
(٢) هكذا في ظ، ولكنها "العرزا" في ز، و "الغرز" وفي هـ، و "العرز" في ك.