للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فيه فبلغ أَربعًا ثم انتهى إلى سبعٍ. وكان يَعرف الفقه على مذهب الشافعي، وكان يُكثر من قوله في الليل:

قُومُوا إِلى الدَّارِ مِنْ ليلى نحيِيّها … نَعَمْ ونَسْأَلُها عن بَعضِ أَهْلِيها

ويقول أَيضا: "سُبْحَان رَبّنَا إِنْ كانَ وَعْدُ ربِّنَا لمَفْعُولا" (١)، وكان يذكر أَنه يقيم أَربعة أَيام لا يحتاج إلى تجديد وضوء. مات بمكة في ذي القعدة.

٣٠ - محمد (٢) بن أَحمد بن عبد الله القزويني ثم المصري، الشيخ شمس الدين، سمع من مظفر الدين بن العطَّار وغيره، وكان على طريقة الشيخ يوسف الكوراني المعروف بالعجمي ولكنه حسن المعتقد كثير الإِنكار على مبتدعة الصوفية. اجتمع بي مرارًا وسمْعت منه "تلخيص أَحاديث"؛ وكان كثير الحج والمجاورة بالحرمين. مات في شعبان بمكة.

٣١ - محمد بن حسين بن الأَمين محمد بن القطب محمد بن أَحمد بن علس القسطلاني، أَبو الحسن زين الدين المكي؛ سمع من عثمان بن الصفي وغيره، مات في ربيع الآخر عن نحو سبعين سنة فإن مولده سنة ٤٢.

٣٢ - محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أَحمد بن خلف الخزرجي المدني، أَبو حامد رضيّ الدين بن تقيّ الدين بن المطري، وُلد سنة ستٍ وأَربعين وسبعمائة، وسمع من العزّ ابن جماعة، وأَجاز له يوسف الدّلاصي والميدومي وغيرهما من مصر، وابنُ الخبّاز وجماعة من دمشق، وكان نبيهًا في الفقه، وله حظٌّ من حُسْنِ خَطٍّ ونظم ودين، وكان مؤذِّن الحرم النبويّ وبيده نظر مكة، ثم نازع صهره شيخنا زين الدين بن الحسين في قضاء المدينة فوليه في أَول سنة إحدى عشرة، فوصلت إليه الولاية وهو بالطائف فرجع إلى مكة وسار إلى المدينة فباشر بقية السنة وحجّ فتمرّض فمات عقب الحجّ في سادس عشر ذي الحجة عن إحدى وستين سنة.


(١) سورة الإسراء، آية ١٠٨.
(٢) ذكره السخاوي بهذا الأسم ثم قال إن ابن حجر سمى جده محمدًا في معجمه، وأن هذا هو الصواب، الضوء اللامع ج ٦ ص ٣٢٨، وبهذا ترجم له في الضوء ج ٧ ص ١٠٥ رقم ٢٢٦، كما ذكر -نقلا عن ابن حجر أيضًا، ولعل ذلك في المعجم- أنه كان يسكن في زاوية العجمي بالقرافة.