للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٣٥ - محمد بن محمد بن علي بن منصور الحنفي، بدرُ الدين بنُ قاضي القضاة صدر الدين، وُلد سنةَ ستٍ وخمسين تقريبًا، وولي قضاء العسكر في حياة أَبيه وتدريس الركنيّة (١)، وخطب بجامع منكلي بغا، وكان قليل البضاعة وكانت له دنيا ذهبَتْ في الفتنة. مات في رمضان.

٣٦ - محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن فهد الهاشمي نجم الدين، سمع من العزّ بن جماعة وابن عبد المعطي وغيرهما وحدّث، وأقام بأَصفون (٢) الجبلين من صعيد مصر مدة ثم رجع ومات بمكة في ربيع الأَول وقد جاوز الخمسين، وهو والد صاحبنا تقي الدين؛ وقد مات أَبوه (٣) كمال الدين في سنة سبعين.

٣٧ - محمد بن محمد بن محمد بن عبد البّر بن يحيى بن عليّ بن تمام السبكي، جلال الدين بن بدر الدين بن أَبي البقاء الشافعي المصري، وُلد قبل سنة سبعين، واشتغل في صباه قليلًا، وكان جميل الصورة لكنه صار قبيح السّيرة كثير المجاهرة بما أَزْرى بأَبيه في حياته وبعدْ موته بل لولا وجوده لما ذُمّ أَبوه.

وقد ولي تدريس الشافعِيّ بعد أَبيه بجاه ابن غراب بعد أَن بذل في ذلك دارًا تساوي أَلف دينار؛ وولى تدريسَ الشيخونية بعد صدْر الدين المناوي بعد أَن بذل لنوروز مالًا جزيلًا وكان ناظرها. مات في جمادى الأُولى (٤).


(١) هناك مدرستان بدمشق إحداهما الركنية الجوانية الشافعية، والأخرى الركنية البرانية الحنفية، والأرجح أن المقصود في المتن هو الركنية الجوانية، فقد كان ابن منصور شافعيا، انظر عنها النعيمي: الدارس في تاريخ المدارس ١/ ٢٥٣ وما بعدها، وعن البرانية، نفس المرجع ١/ ٥١٩ وما بعدها.
(٢) فراغ في ز، وقد ورد في هامش ظ (٢١٨ ب) "بالصعيد"، وفي هـ "أسوان"، ثم إشارة فوقها، وإزاءها في الهامش "بأصفور"، وقد صحح ما بالمتن بعد مراجعة ترجمة ابنه تقي الدين الواردة في الضوء اللامع ٩/ ٧٢٧، وفي ك "بأصفون بصعيد مصر"، وهي نفس عبارة الشذرات ٧/ ٩٥، وقد عرفها ياقوت: المعجم ١/ ٢١٢ بأنها قرية بالصعيد الأعلى على الشاطئ الغربي للنيل تحت إسنا، وانظر القاموس الجغرافي للبلاد المصرية، ق ٢، ج ٤، ص ١٥٢.
(٣) أي والد صاحب الترجمة وهو محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن فهد الهاشمي، انظر الدرر الكامنة ٤/ ٤٣٨٢.
(٤) جاء بعد هذا ترجمة "بركة بن موسى بن محمد بن الشهاب الحلبي"، وقد نقلناها إلى موضعها في حرف الباء، انظر ما سبق ترجمة رقم ١٥ ص ٤٠٧.