الدين الأذرعي ابن أخي قاضي أذرعات إماماً، ورتب فيه كمال الدين الزابحي متصدراً لسماع الحديث.
وفيها عزر القاضي شمس الدين الإخنائي قاضي الشام جمال الدين عبد الله المجادلي بسبب ما يكثر من المذكور من النميمة بين الناس فضربه وحبسه، وشكره الناس على ذلك قرأت ذلك بخط ابن حجي.
وفي هذه السنة كانت الحادثة العظيمة بفاس من بلاد المغرب حتى خربت وذلك أن ملكها وهو أبو سعيد عثمان بن أحمد بن إبراهيم بن علي بن عثمان بن يعقوب بن عبد الحق قرر في تدبير مملكته الحاجب عبد الله بن الطريفي فأوقع بينه وبين أبي فارس صاحب إفريقية، وجهز محمّد بن أبي يحيى بن زكريا بالعسكر ليحاصر تونس، فما زال أبو فارس ينصب له أشراك المكايد حتى أوقعه وهزمه ومزق عسكره، فلما تمكن من ذلك كاتب ابن الأحمر بأن يفرج عن محمّد بن عبد العزيز بن أبي سالم، وكان معتقلاً عنده مع جماعة من ذرية بني مرين ممن يرشح للملك، فأفرج عنه وسلطنه في أول شعبان منها وجهزه، فأجاز البحر حتى نازل فاس في ذي الحجة، فخرج عبد الله بن الطريفي لقتاله فكبا به فرسه، فقبض عليه محمّد وأمر به فأحرق، واستمر في حصار فاس وكان ما سنذكره في التي بعدها إن شاء الله تعالى.