وفي ثاني عشري رمضان استقر تاج الدين عبد الوهاب ابن نصر الله في نظر الكسوة ووكالة بيت المال بعد موت الطويل.
وفي سابعه استقر شهاب الدين ابن الكشك في قضاء الحنفية بدمشق ونجم الدين ابن حجي في قضاء الشافعية بطرابلس.
وفي رمضان أوقع قرقماش بالتركمان، ونهب منهم غنماً كثيراً وجمالاً ومالاً، فوافاه كتب الناصر يأمره بالوصول إليه، فوصل وأهدى له من كسبه من التركمان أربعة آلاف رأس غنم.
وفي شوال قبض الناصر على جانبك القرمي فضربه ضرباً مبرحاً، وسجنه بالقلعة.
وفي ذي القعدة قدم الأستادار تاج الدين ابن الهيصم والوزير سعد الدين البشيري إلى القاهرة لتحصيل الأموال، فأظهر الأستادار مرسوم الناصر بقبض ترك الموتى جميعها من ذوي الأموال مطلقاً سواء من كان له وارث أم لم يكن، فعظمت المصيبة وكثرت الشناعة وبالغ في استرجاع الميراث ممن أخذه بحق من ولد وأخ وزوج وزوجة وغير ذلك، فشاع بين الناس أن الناصر أمر بتغيير حكم الله.
وفي هذه السنة كان في أول العام وباء ببلاد فلسطين وحوران وعجلون ونابلس وطرابلس فمات خلق كثير جداً، ثم كان في آخرها الطاعون بدمشق ونواحيها، وفيها تناقصت الأسعار بالقاهرة فبلغ القمح مائة وثلاثين والشعير مائتين والذهب مع ذلك غال جداً فبلغ الإفرنجي مائتي درهم والهرجة مائتين وعشرين، وفيها جدد مرجان الهندي خازندار شيخ الجامع بحكر السماق، ورتب في إمامته شهاب