للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شتى كأصحاب الكتب الستة وغيرها من السنن والمعاجم والمسانيد.

فهذا هو أحد الأسباب التي منعتني من استقصاء ما في هذا الفصل من الكلام والسبب الثاني: أن المسائل المتعلقة بهذا الفصل هي من المسائل التي يتفق عليها كثير من علماء المسلمين، والاختلاف والمناقشة فيها قليلة إذا قارنا بما يأتي إن شاء الله تعالى في الباب الثاني والثالث والرابع.

ومن هنا لم أتوسع في هذا الفصل ولكن مع هذا العذر فإني أرى لزامًا عليّ أن أبيّن بعض آداب الدعاء بالإيجاز والاختصار بدون استقصاء والله المستعان وعليه التكلان.

التنبيه الثاني: في عبارات المؤلفين وتسمياتهم لهذه الآداب:

إن العلماء الذين تكلموا عن هذه الآداب قد اختلفت عباراتهم وإطلاقاتهم، فمنهم من سمى هذه الآداب شروطًا (١)، ومنهم من سماها آدابًا (٢)، ومنهم من سمى بعضها أركانًا (٣)، ومنهم من سمى بعضها شروطًا


(١) فممن سماها شروطًا: ابن جماعة محمد بن إبراهيم الكناني المتوفى سنة ٧٣٣ هـ، فقد قال في ذلك شعرًا:
قالوا شروط الدعاء المستجاب لنا … عشر بها بشر الداعي بإفلاح
طهارة وصلاة معها ندم … وقت، خشوع، وحسن الظن يا صاح
وحل قوت ولا يدعى بمعصية … اسم يناسب مقرون بإلحاح
ذكره عنه السبكي في طبقات الشافعية: ٩/ ١٤٢، وسمى الحافظ ابن حجر: طيب المطعم وعدم الاستعجال وعدم الإثم والقطيعة شرطًا كما في الفتح: ١١/ ٩٦، ومنهم أيضًا القرطبي في جامع الأحكام: ٢/ ٣١١، ومنهم سهل بن عبد الله التستري فإنه قال شروط الدعاء سبعة كما في الجامع للقرطبي: ٢/ ٣١١، ومنهم الرازي في التفسير: ١٤/ ١٤١.
(٢) وممن سماها آدابًا: الغزالي في الإحياء: ١/ ٣٦١ - ٣٦٥، وابن الجزري في عدة الحصن مع التحفة ص: ٤٣.
(٣) منهم ابن عطاء الله الإسكندراني فإنه قال: "للدعاء أركان وأجنحة وأسباب وأوقات … فأركانه حضور القلب والرقة والاستكانة والخشوع وتعلق القلب بالله … كما في نبذة في الدعاء لليافعي ص: ٢١، وجامع الأحكام للقرطبي: ٢/ ٣١١، ومنهم الحليمي في المنهاج: ١/ ٥٢٢ على ما في النسخة المطبوعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>