للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال تعالى: ﴿يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُ وَمَا لَا يَنْفَعُهُ ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ (١٢)[الحج: ١٢] الضلال البعيد) [الحج: ١٢].

وقال تعالى: ﴿لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ﴾ [الرعد: ١٤].

ب - الأدلة - من السنّة المشرفة:

لقد تنوعت دلالة السنّة المطهرة على كفر من دعا غير الله تعالى كما تنوعت دلالة الكتاب العزيز.

فمن السنّة ما دلّ على كون الدعاء عبادة نحو حديث «الدعاء هو العبادة» (١)، وحديث «أفضل العبادة الدعاء» (٢).

ومن المعلوم أن صرف العبادة لغير الله شرك كما تقدم.

ومن السنّة ما دلّ على وجوب إفراد الله بالدعاء والسؤال والاستعانة نحو حديث ابن عباس في وصية النبي له: "إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله" (٣).

ومن السنّة ما دلّ على أن من دعا غير الله تعالى يدخل النار دخول


(١) و (٢) تقدم تخريج الحديثين من ص: ٥٤ إلى ص: ٥٩.
(٣) أخرجه الترمذي: ٤/ ٦٦٧ رقم ٢٥١٦، وأحمد ١/ ٢٦٣، ٣٠٣، ٣٠٧، وابن السني في عمل اليوم ص: ٢٠٢ رقم ٤٢٥، وابن أبي عاصم في السنة: ١/ ١٣٨ رقم ١٣٦، والقضاعي: ١/ ٤٣٤ رقم ٧٤٥.
والحديث قد صححه الترمذي وقد ذكر ابن رجب أن طرقه كثيرة عن ابن عباس وذكر من رواه عنه ثم قال: وأصح الطرق كلها طريق حنش الصنعاني التي خرجها الترمذي كذا قاله ابن منده وغيره وذكر أنه روي من حديث علي وأبي سعيد وسهل وعبد الله بن جعفر، وأن أسانيدها فيها ضعف كما ذكره العقيلي وأن طريق حنش التي في الترمذي حسنة جيدة، انظر جامع العلوم ص: ١٧٤، وقال ابن تيمية: وهذا الحديث معروف مشهور وقد يروى مختصرًا وقوله: إذا سألت فاسأل الله هو من أصلح ما روي عنه: "قاعدة في التوسل ص: ٣٥" وقد صححه الألباني في ظلال الجنة: ١/ ١٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>