للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خطاب الله ومناجاته أن يكون على أحسن الأحوال ومن ذلك الطهارة الظاهرة بالوضوء والطهارة الباطنة بالتوبة والاستغفار حتى يكون مؤهلاً لخطاب الله تعالى ومناجاته.

وقد ورد ما يدل على استحباب الوضوء للدعاء في حديث أبي موسى الأشعري في قصة استشهاد أبي عامر وطلبه من النبي الاستغفار فلما وصل إلى النبي وفاته وطلبه منه الاستغفار دعا بماء فتوضأ ثم دعا له (١).

وهذا الوضوء ليس بلازم إذ المضطر قد لا يسعفه الوقت للاستعداد بالوضوء فيتجه إلى الله تعالى بالسرعة فيجيبه الله على حسب قوة إخلاصه ورجائه وتضرعه وخشوعه.

ثم إن الوضوء للدعاء ليس صفة دائمة في جميع الدعوات التي نقلت عن النبي فقد كان كما قالت عائشة : "يذكر الله في جميع أحيانه" (٢).

والدعاء نوع من الذكر كما تقدم وذلك كالدعاء عند الخروج من الخلاء فإنه لا يؤخره حتى يتوضأ بل يقوله مباشرة عند الخروج.

افتتاح الدعاء (٣) بالثناء على الله تعالى بالمحامد التي تليق بجلاله وبذكر جوده وكرمه ثم بالصلاة والسلام على نبيه محمد صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه:

وذلك أن الأدب في خطاب العظماء أنه يقدم ثناؤهم وذكر جودهم وفضلهم على خطابهم بالحاجة وقد قال الشاعر:


(١) أخرجه البخاري: ٨/ ٤١ رقم ٤٢٢٣.
(٢) أخرجه مسلم: ١/ ٢٨٢ رقم ٣٧٣.
(٣) ذكره الخطابي في شأن الدعاء ص: ١٣، والحليمي في المنهاج: ١/ ٥٢٣، ٥٣٣، والغزالي في الإحياء: ١/ ٣٦٥، وعنه النووي في الأذكار ص: ٣٥٤، وابن القيم في الوابل: ١٨٢، والجواب: ١٠، وابن عبد السلام في قواعده: ٢/ ١٦٨، والزركشي في الأزهية: ٨٠ - ٨٣، وابن الجزري في العدة: ٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>