للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مراء، ولا لاعب، ولا داع إلا داعياً دعاء ثبتاً من قلبه" (١).

والإخلاص في الدعاء يستوجب الاعتقاد بأن المدعو هو القادر وحده على قضاء حاجته كما يستوجب دعاءه بنية صادقة وقد عبر القرطبي عن الإخلاص في الدعاء بقوله: "فمن شرط الداعي أن يكون عالماً بأن لا قادر على حاجته إلا الله، وأن الوسائط في قبضته ومسخرة بتسخيره، وأن يدعو بنية صادقة" (٢).

وقد تبين من هذا أن الإخلاص لله تعالى وصحة الاعتقاد له أثره الخاص في استجابة الدعاء ومن هنا قيل: "إجابة الدعاء تكون عن صحة الاعتقاد وعن كمال الطاعة لأنَّه عقب آية الدعاء بقوله: "فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي" (٣).

التوبة (٤) والرجوع إلى الله تعالى:

فإن المعاصي من الأسباب الرئيسية في منع قبول الدعاء، فينبغي للداعي أن يبادر إلى التوبة والاستغفار قبل دعائه ليكون مؤهلاً لقبول دعوته.


(١) أخرجه ابن المبارك في الزهد برواية نعيم ص: ٢٠ رقم ٨٣ وبوب عليه باب الإخلاص في الدعاء، وأحمد في الزهد ص: ١٥٩، ووكيع في الزهد: ٢/ ٥٧٩، رقم ٣٠٥، وهناد بن السري في الزهد: ٢/ ٤٤٢ رقم ٨٧٤، والبخاري في الأدب المفرد: ٢/ ٦٥ رقم ٦٠٦ وإسناده صحيح كما قاله محقق زهد وكيع الشيخ عبد الرحمن الفريوائي.
(٢) الجامع لأحكام القرآن: ٢/ ٣١١.
(٣) الفتاوى: ١٤/ ٣٣ - ٣٤.
(٤) ذكرها الحليمي في المنهاج: ١/ ٥٢٣، ٥٣٠، والغزالي في الإحياء: ١/ ٣٦٥، وعنه النووي في الأذكار ص: ٣٥٤، والزركشي في الأزهية ص: ٧٠ وعنه في إتحاف السادة: ٥/ ٤١ وبدأ الحليمي والزركشي بالتوبة قبل غيرها من الآداب، وابن القيم في الجواب الكافي ص: ١٠، وابن الجزري ص: ٤٤ التحفة، وقد ذكر البخاري باب التوبة في أوائل كتاب الدعاء إشارة إلى كونها من آدابه، انظر الفتح: ١١/ ١٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>