للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النبي : "لقد دعا الله باسمه العظيم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى" (١).

ومن ذلك ما رواه ابن عباس أن رسول الله كان يقول عند الكرب: "لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب العرش العظيم لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم" (٢).

اختيار (٣) جوامع الكلم وأحسن الكلام وأحسن الألفاظ وأنبلها وأجمعها للمعاني وأبينها:

قد حث رسول الله ورغب في ذلك، قالت عائشة : "كان رسول الله يستحب الجوامع من الدعاء، ويدع ما سوى ذلك" (٤).

والسبب في ذلك ما ذكره الخطابي من أن الدعاء مناجاة العبد لسيد السادات الذي ليس له مثل ولا نظير ولو تقدم بعض خدم ملوك أهل الدنيا إلى صاحبه ورئيسه في حاجة يرفعها إليه لتخير له محاسن الكلام ولتخلص إليه بأجود ما يقدر عليه من البيان ولئن لم يستعمل هذا المذهب في مخاطبته ولم يسلك هذه الطريقة، أوشك أن ينبو سمعه عن كلامه وألا يحظى بطائل من حاجته من عنده هذا ولله المثل الأعلى، فما ظنك برب


(١) أخرجه أبو داود: ٢/ ١٦٧ رقم ١٤٩٥، والنسائي: ٣/ ٤٤ رقم الباب ٥٨، والترمذي: ٥/ ٥٥٠ رقم ٣٥٤٤، وأحمد: ١٢٠٣، وابن ماجه: ٢/ ١٢٦٨ رقم ٣٨٥٨، وابن حبان: [موارد]: ٥٩٢ رقم ٢٣٨٢، والحاكم: ١/ ٥٠٣ - ٥٠٤ وصححه ووافقه الذهبي.
(٢) تقدم تخريجه ص: ٧٤.
(٣) ذكر هذا الخطابي في شأن الدعاء ص: ١٤، والحليمي في المنهاج: ١/ ٥٢٣، ٥٣٢.
(٤) أخرجه أبو داود: ٢/ ١٦٢ رقم ١٤٨٢، وابن أبي شيبة: ١٠/ ١٩٩ رقم ٩٢١٤، والحاكم: ١/ ٥٣٩، والطبراني في الدعاء: ٢/ ٨٠٧ رقم ٥٠، وأحمد: ٦/ ١٨٩، وابن حبان موارد: رقم ٢٤١٢ ص ٥٩٨، وقد صححه الحاكم ووافقه الذهبي وصححه الألباني كما في صحيح الجامع: ٤/ ٢٦٤ رقم ٤٨٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>