للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما التوسل بالأعمال الصالحة، فقد ورد بكثرة في القرآن الكريم التوسل بالإيمان والأعمال الصالحة، وهذا يدل على استحبابه وذلك نحو: ﴿رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا﴾ [آل عمران: ١٩٣].

﴿رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (١٦)[آل عمران: ١٦].

ومن هذا الباب الحرص على الأدعية التي أخبر النبي أنها مظنة للإجابة أو هي متضمنة للاسم الأعظم (١) ومن ذلك ما رواه بريدة بن الحصيب أن النبي سمع رجلاً يقول: "اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد" فقال: "لقد سألت الله بالاسم الذي إذا سئل به أعطى وإذا دعي به أجاب" (٢).

ومن ذلك ما رواه سعد بن أبي وقاص عن النبي قال: "دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين إنه لم يدع بها مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له" (٣).

ومن ذلك ما رواه أنس بن مالك قال: سمع النبي رجلاً يصلي ويقول: "اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلَّا أنت المنان بديع السموات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم" فقال


(١) الجواب الكافي ص: ١٠.
(٢) أخرجه أبو داود: ٢/ ١٦٦ رقم ١٤٩٣، والترمذي: ٥/ ٥١٥ رقم ٣٤٧٥، والنسائي: ٣/ ٤٥ باب ٥٨، وأحمد: ٥/ ٣٦٠، وابن ماجه: ٢/ ١٢٦٧ رقم ٣٨٥٧، وابن أبي شيبة: ١٠/ ٢٧١ رقم ٩٤٠٩، والطبراني في الدعاء: ٢/ ٨٣٢ رقم ١١٤، وابن حبان [موارد] ص: ٥٩٢ رقم ٢٣٨٣، والحاكم: ١/ ٥٠٤، وصححه ووافقه الذهبي.
(٣) تقدم ص: ٧٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>