للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويظهر من هذا أن النداء قد يستعمل بمعنى الدعاء فيتحد مفهومه مع مفهوم الدعاء، وقد يختلف بأن يراد من النداء ما يختص برفع الصوت والدعاء أعم.

وهناك فرق آخر بينهما في الاستعمال اللفظي بأن النداء قد يقال: بيا أو بأيا أو نحو ذلك من غير أن يُضَمَّ إليه الاسم والدعاء لا يكاد يقال إلا إذا كان معه الاسم نحو يا فلان (١).

[٢ - الجؤار]

يقال: جأر إلى الله تعالى يجأر جأرًا وجؤارًا، رفع صوته مع تضرع واستغاثة.

والجؤار: رفع الصوت، والاستغاثة، وأصله الصوت الشديد (٢).

ومن استعماله بمعنى الدعاء قوله تعالى: ﴿وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ﴾ [النحل: ٥٣].

قال مجاهد: تضرعون دعاءً (٣).

وقال السدي (٤): تضجون بالدعاء (٥).

وقال ثعلب: هو رفع الصوت إليه بالدعاء.


(١) الكليات للكفوي: ٢/ ٣٣٣، وتأسيس التقديس لأبي بطين ص: ٥٢.
(٢) معاني القرآن للفراء: ٢/ ١٠٥، ومجاز القرآن: ١/ ٣٦١، ومعاني القرآن للزجاج: ٣/ ٢٠٤، والصحاح: ٢/ ٦٠٧، والمحكم: ٧/ ٣٣٦، والمفردات: ١٠٣، والنهاية: ١/ ٢٣٢، واللسان: ١/ ٥٢٨.
(٣) أخرجه الطبري عنه: ١٤/ ١٢١، ونحوه في الدر المنثور: ٤/ ١٢٠، ونسبه إلى ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم إضافة إلى ابن جرير، واللسان: ١/ ٥٢٨، وتاج العروس: ٣/ ٨١.
(٤) هو إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة صدوق يهم ورمي بالتشيع (ت ١٢٧ هـ) تقريب، وهو الكبير وأما الصغير فمحمد بن مروان فضعيف، متروك الحديث متهم. اهـ. الميزان: ٤/ ٣٢.
(٥) الدر المنثور: ٤/ ١٢٠، وتاج العروس ولكن بلفظ يصيحون: ٣/ ٨١، ونحوه في اللسان: ١/ ٥٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>