للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٠ - ومما يقوي وضع الحديث وبطلانه أن بعض الشيعة ذكروا بأسانيدهم عن أبي عبد الله (جعفر الصادق)، أن الله عرض على آدم في الميثاق ذريته وفيهم النبي وعليٌّ وفاطمة والحسن والحسين فحسدهم، وفي رواية عندهم لم يقر بالولاية لهم فطرد لهذا من الجنة، فلما تاب من حسده وأقر بالولاية ودعا بحق الخمسة محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين -غفر الله له- وذلك قوله تعالى: ﴿فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ﴾ (١).

والظاهر أن بعض الضعفاء نقل عن هؤلاء الروافض هذا الذي عندهم من توسل آدم بحق هؤلاء الخمسة، فقصره على النبي ، ومثل هذا الصنيع معروف من الذين يسرقون الأحاديث فيركبون لها أسانيد أو متوناً بزيادة أو نقصان تعمية وإخفاء.

ومن العجب أن هؤلاء الذين ادعوا توسل آدم بالنبي لم يقتصروا عليه، بل ما نجا نوح في السفينة ولا إبراهيم في النار إلا بالدعاء به وهذا عين ما تزعمه الروافض في أئمتهم.

قال زيني دحلان في المواهب: ويرحم الله ابن جابر حيث قال:

به قد أجاب الله آدم إذا دعا … ونجى في بطن السفينة نوح

وما ضرت النار الخليل لنوره … ومن أجله نال الفداء ذبيح" (٢).

[حديث فاطمة بنت أسد]

وهو ما روي عن أنس بن مالك قال: لما ماتت فاطمة


(١) تفسير العياشي: ١/ ٤١، وتفسير الصافي، الكاشاني: ١/ ٨٢ - ٨٣، والطبرسي: ١/ ٨٩، ٨٧، ٨٨.
وانظر نحوه في الكافي: ٢/ ٦، وفي: ٤/ ٣٩٣ ط حـ.
وانظر كلام ابن الجوزي في وضع حديث سؤال آدم بمحمد وعلي في الموضوعات: ٢/ ٣.
(٢) خلاصة الكلام: ٢٥٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>