للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بنت أسد أم علي دخل عليها رسول الله فجلس عند رأسها فقال: "رحمك الله يا أمي، كنت أمي بعد أمي، تجوعين وتشبعينني، وتعرين وتكسينني، وتمنعين نفسك طيباً وتطعميني، تريدين بذلك وجه الله والدار الآخرة"، ثم أمر أن تغسل ثلاثاً ثلاثاً، فلما بلغ الماء الذي فيه الكافور سكبه رسول الله بيده، ثم خلع رسول الله قميصه، فألبسها إياه، وكفنها ببرد فوقه ثم دعا رسول الله أسامة بن زيد وأبا أيوب الأنصاري وعمر بن الخطاب وغلاماً أسود يحفرون، فحفروا قبرها، فلما بلغوا اللحد حفره رسول الله بيده وأخرج ترابه بيده، فلما فرغ دخل رسول الله فاضطجع فيه، وقال: "الله الذي يحيى ويميت وهو حي لا يموت اغفر لأمي فاطمة بنت أسد ولقنها حجتها ووسع عليها مدخلها بحق نبيك والأنبياء الذين من قبلي فإنك أرحم الراحمين" وكبر عليها أربعاً وأدخلها اللحد هو والعباس وأبو بكر .

فقد احتجوا (١) بهذا الحديث على جواز التوسل بالذوات.

والجواب عن هذا الحديث من ناحيتين:

أ - ناحية الإسناد: روي هذا الحديث عن أنس وابن عباس وجابر وروي مرسلاً عن محمد بن الحنفية، ومحمد بن عمر بن علي بن أبي طالب.

١ - حديث أنس أخرجه الطبراني في الكبير (٢) والأوسط (٣)، ومن


(١) قد احتج به السمهودي في وفاء الوفاء: ٤/ ١٣٧٣، ودحلان في الخلاصة ص: ٢٤١، والدرر ٧ - ٨، والسمنودي في سعادة الدارين: ١٥٦، والعزامي في البراهين: ٣٩٣، والفرقان: ١٢٠، والكوثري في محق التقول: ٣٧٩، ٣٩١ والغماري في الإتحاف: ٢ - ٤، والرد المحكم: ١٩٣، والبوطي في السلفية مرحلة: ١٥٥، والعلوي في مفاهيم ص: ٦٥.
(٢) المعجم الكبير: ٢٤/ ٣٥١ رقم ٨٧١.
(٣) الأوسط: ١/ ١٥٢ رقم ١٩١.

<<  <  ج: ص:  >  >>