للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ (٤١) تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ﴾ [غافر: ٤١، ٤٢].

وقوله ﷿: ﴿وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا﴾ [الأحزاب: ٤٦].

وقوله تعالى: ﴿يَاقَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ﴾ [الأحقاف: ٣١].

والمشهور في مصدر دعا بهذا المعنى، هو الدعوة، فهي أكثر استعمالاً في هذا المعنى من استعمالها بمعنى السؤال.

[٩ - إنزال مكروه]

ذكر هذا المعنى جماعة من علماء اللغة (١) وقالوا: إن العرب تقول: دعاه الله بما يكره، أي أنزله به وذكروا له شاهداً من قول الشاعر:

دَعَاكَ اللَّهُ من قَيْسٍ بِأَفْعَى … إِذَا نَام العيونُ سَرَتْ عَلَيْكَا (٢)

هذا حاصل ما وقفت عليه من معاني كلمة الدعاء وما تصرف عنها وقد بقيت عدة معاني ذكرها بعض العلماء، وعند إمعان النظر ترجع إلى المعاني المذكورة السابقة فتكون من بعض أفراد المعاني السابقة وليست جديدة، وسأذكر تلك المعاني مع شواهدها، وأبين رجوعها إلى المعاني السابقة، مع الإشارة إلى من جعلها من معاني الدعاء.


(١) منهم الخليل بن أحمد الفراهيدي في كتاب العين: ٢/ ٢٢١، وابن سيده في المحكم: ٢/ ٢٣٥، وابن فارس في معجمه: ٢/ ٢٨٠، وابن منظور في اللسان: ٣/ ١٣٨٧، والزمخشري في أساس البلاغة: ١/ ٢٧٢ إلا أنه جعله من معاني الدعاء المجازية، ولا يخفى توسعه في باب المجاز والتأويل.
(٢) البيت في المصادر السابقة، المحكم، ومعجم ابن فارس وغيرهما وقد قيل: إنه لأبي النجم، وفي رواية من ضبع بدل قيس، والقيس هنا من أسماء الذكر، انظر في هذا: المصادر السابقة.
وأنشد الجاحظ بيتاً قريباً من هذا في الحيوان: ١/ ١٧٦/ ٤: ٢٥٨:
رَمَاك الله من أَيْرٍ بأَفْعى … ولا عَافَاك من جَهْدِ البَلاءِ

<<  <  ج: ص:  >  >>