للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

زال لها آثار باقية وتأثير مستمر في نشر الشرك والبدعة والخرافات.

ومن تلك الأعراف الجاهلية السجود أمام الملوك والعظماء والمشايخ للتحية، وتقبيل الأرض (١)، وخلع النعال، وكشف الرأس، والانبطاح على الأرض (٢).

ومن تلك الأعراف وضع تماثيل منحوتة في الميادين العامة أو على القبور (٣).

والحاصل أن هذه الأمور كانت عادات وتقاليد لبعض الأقطار قبل الإسلام وبقيت في تلك الأقطار، وهذه الرواسب الجاهلية في تعظيم العظماء ومن يعتقد فيهم الصلاح تؤدي في النهاية إلى عبادتهم ودعائهم من دون الله تعالى.

وهذا يشهد له الواقع التاريخي قديمًا وحديثًا.

وبهذا يتبين أن اختلاط المسلمين بغيرهم ومساكنتهم لهم ودخول كثير منهم في الإسلام مع بقاء بعض العادات الجاهلية، من إحدى الأسباب التي أدت إلى انتشار دعاء غير الله تعالى.

[السبب الثامن: الأغراض الدنيوية والشهوات النفسية]

ومن الأسباب التي أدت إلى انتشار دعاء غير الله تعالى الأغراض


(١) البداية لابن كثير: ١١/ ٢٧١، ١٢/ ٧٢، ٧٦، ٨٨، والإسلام وتقاليد الجاهلية: ١٦٢، وما بعدها والمنتظم لابن الجوزي: ٨/ ١٣٦ و ١٦٤ و ١٧٠، وطبقات الشافعية: ٣/ ٣٩٠، والإعلام بقواطع الإسلام ص: ٢١، والروضة للنووي: ١/ ٣٢٦، وقد ذكر الذهبي في السير: ١٥/ ١٢٢ أن عضد الدولة البويهي لما قبل الأرض أمام الخليفة العباسي الطائع الله قال زياد قائد عضد الدولة: "أهذا هو الله؟. اهـ. فانظر إلى مدى أثر مثل هذا العمل على العقيدة وقد ذكر الذهبي في المشتبه ص: ٢٣٠ أن من أبواب بغداد باب النوبى وأن فيه العتبة التي يقبلها الملوك والرسل. اهـ.
(٢) الإسلام وتقاليد الجاهلية: ١٦٥ - ١٦٨.
(٣) الإسلام وتقاليد الجاهلية: ١٦٥ - ١٦٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>