للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الضعف والوهن مكذوبة على مالك أو تكون مغيرة، وإما أن تفسر بما يوافق مذهب الإمام مالك رحمه الله تعالى، فعلى كل تقدير فليس فيها حجة.

[حكاية توسل الشافعي بأبي حنيفة رحمهما الله تعالى]

وهي ما روي من طريق عمر بن إسحاق بن إبراهيم قال: نبأنا علي بن ميمون قال: سمعت الشافعي يقول: "إني لأتبرك بأبي حنيفة وأجيء إلى قبره في كل يوم -يعني زائرًا- فإذا عرضت لي حاجة صليت ركعتين، وجئت إلى قبره، وسألت الله تعالى الحاجة عنده فما تبعد عني حتى تقضى" (١).

١ - وقد احتج بهذه الحكاية جماعة (٢) على التوسل بالذوات والدعاء عند القبور.

وسند هذه الحكاية ضعيف وليس بصحيح كما زعمه بعضهم (٣) وذلك لأن فيه عمر بن إسحاق بن إبراهيم، وهو غير معروف (٤). ثم إنه يظهر جليًا كذب هذه الحكاية من جهة المعنى، قال شيخ الإسلام : هذا كذب معلوم كذبه بالاضطرار عند من له معرفة بالنقل فالشافعي لما قدم بغداد لم يكن ببغداد قبر ينتاب للدعاء عنده ألبتة، بل ولم يكن هذا على عهد الشافعي معروفًا.

٢ - وقد رأى الشافعي بالحجاز واليمن والشام والعراق ومصر من


(١) تاريخ بغداد: ١/ ١٢٣.
(٢) منهم دحلان كما في الخلاصة: ٢٥٢، والدرر: ٣٠، والكوثري في المقالات ص: ٣٨١، والسمنودي في سعادة الدارين: ١٨٧، والغماري في الرد المحكم ص: ٧٦، ١٩٨.
(٣) وهو الكوثري في المقالات ص: ٣٨١.
(٤) السلسلة الضعيفة: ١/ ٣١، وقال المعلمي: السند إلى الشافعي فيه مجاهيل.

<<  <  ج: ص:  >  >>