للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو الذي تلقى السعادة عنده … وهو الذي يحنو عليك ويعطف

وهو الذي عمن أتى أعتابه … كل المخاوف والمتاعب يكشف (١)

والحاصل أن الغلو في الصالحين من الأسباب التي أدت إلى انتشار دعاء غير الله تعالى في العالم الإسلامي.

وقد أمرنا الشارع هذه الأمة الوسطية بالتوسط في الصالحين بدون إفراط ولا تفريط لا نرفعهم فوق منزلتهم التي يستحقونها، ولا ننزلهم عن المنزلة التي أنزلهم الله تعالى بها، وقد ذكر الإمام مسلم في مقدمة صحيحه حديث عائشة : "أمرنا رسول الله أن ننزل الناس منازلهم" (٢).

فأهل السنة والجماعة يرون محبة الصالحين وتوقيرهم واحترامهم والترحم عليهم والترضي عنهم عملًا بقوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ﴾ [الحشر: ١٠]، كما أن أهل السنة لا يرفعونهم فوق المنزلة التي يستحقونها فهم وسط في باب محبة الصالحين كما هم وسط في جميع أبواب الاعتقادات والأعمال بين الفرق الضالة كما أن هذه الأمة المحمدية وسط بين سائر الأمم.

[السبب السابع: تأثر المسلمين بمن اختلط بهم من أصحاب الديانات الأخرى]

لقد تأثر المسلمون بمن جاورهم واختلط بهم في بلادهم الواسعة على مدى التاريخ حيث يجاورهم اليهود والنصارى والبوذيون والهنادك وغيرهم من الوثنيين.

تأثر المسلمون باليهود والنصارى في تعظيم القبور والمشاهد لأن


(١) المرجع نفسه ص: ٢٨١ نقلًا عن الجواهر: ق ١١٧، ١١٨.
(٢) مقدمة صحيح مسلم ص: ٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>