للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في المتن تارة يقول فشعفه فيّ وتارة يقول: فشفعني فيه، ومرة وشفعني في نفسي وتارة يذكر الوضوء والصلاة وتارة لا يذكر، وهذا يدل على أقل تقدير على عدم ضبطه للقصة، أو روايته لها بالمعنى.

٢ - ليس قويًا يعتمد عليه فيما انفرد به من السنن التي لم يشاركه فيها غيره، لأنه ليس من الحفاظ المتقنين الذين يقبل ما تفردوا به، ويدل على ذلك أن الحافظ ابن حجر قال فيه: صدوق، وهذه المرتبة هي مرتبة الحسن وهو من ليس تام الضبط.

٣ - تفرده (١) بقصة وقعت بمحضر الصحابة وتعد من أقوى المعجزات الدالة على صدقه ، ومثل هذا مما تتوافر الدواعي والهمم على نقله.

فهذه الأمور تجعل في النفس في صحة هذا الحديث وفي ضبط أبي جعفر لألفاظه شيئًا والله أعلم.

[الكلام على حديث الأعمى من جهة المعنى]

فحديث الأعمى -إن ثبت- يدل على التوسل المشروع وهو طلب الدعاء من الحي الحاضر، لأن ألفاظ الحديث: "تدل على أن ذلك مشروع إذا كان -الرسول حيًا مسؤولًا سائلًا لله" (٢) ولا تدل على التوسل به إذا لم يكن سائلًا وإليك تفصيل هذا:

أ- إن الأعمى (٣) جاء إلى النبي طالبًا منه الدعاء له، فلو كان يكفي مجرد التوسل بذكر اسم الرسول لجلس في بيته وقال: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد أن ترد علي بصري، أو مثل هذا ولم يتعب نفسه بالمجيء والحضور إلى النبي .


(١) أشار إلى هذا الثالث محمد طاهر في البصائر ص: ٣٣٢، ٣٣٤.
(٢) الرد على البكري: ١٢٧.
(٣) انظر معارج القبول: ١/ ٤٨٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>