للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الجواب]

١ - إن هذا التفسير من التفسير بالرأي المجرد المذموم لأنه لم يرد عن مفسري السلف ولا يدل عليه نظم القرآن وسياقه.

٢ - قد فسر علماء التفسير من السلف المدبرات بالملائكة ولم يختلفوا في ذلك، وإنما اختلفوا في تفسير النازعات والناشطات والسابحات والسابقات، وأما المدبرات فلم يختلفوا في تفسيرها بالملائكة، قال ابن كثير : "قال علي ومجاهد وعطاء وأبو صالح والحسن وقتادة والربيع بن أنس والسدي هي الملائكة، زاد الحسن تدبر الأمر من السماء إلى الأرض يعني بأمر ربها ﷿ ولم يختلفوا في هذا" (١)، فعلى هذا فلا يجوز إحداث تفسير لم يذهبوا إليه لأن ذلك يعد مخالفة لاتفاقهم.

٣ - ثبت أن المراد من المدبرات هي الملائكة التي تدبر الأمور الكونية بأمر الله تعالى، ومع تدبيرها للكون لا يجوز دعاؤهم ولا الاستغاثة بهم.

لأننا نعلم أن الملائكة يدعون لنا بالاستغفار ومع ذلك لا نطلب منهم ذلك، لأن ذلك إنما يكون منهم بالأمر الكوني لا يزيد بسؤال سائل (٢)، وفي هذا رد لما نقل عن بعضهم من القول بأن رفع اليدين إلى السماء في الدعاء لأجل دعاء الملائكة (٣) فالملائكة لا يدعون من دون الله تعالى، قال تعالى: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ﴾.

وجاء تفسيرها بالملائكة كما سيأتي (٤).


(١) تفسير ابن كثير: ٤/ ٤٦٦، وانظر أيضًا الدر المنثور: ٦/ ٣١٠ - ٣١١، وقال ابن القيم: نقلًا عن ابن عطية: إنه لا يحفظ خلافًا في أنها الملائكة: مفتاح دار السعادة: ٢/ ٦١٧، والإغاثة: ٢/ ٩٥ - ٩٦.
(٢) انظر ما سيأتي نقله في ص: ٧٧٧.
(٣) انظر ما تقدم نقله عن الرازي من تأسيس التقديس ص: ٢٨٦.
(٤) سيأتي ص: ٨٩٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>