للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

السلام لما ألقي في النار ألك حاجة فقال أما إليك فلا (١).

قالوا: وهذه الأمور فيها الاستغاثة بغير الله تعالى.

الجواب (٢):

١ - إن هؤلاء الذين يذكرون ما تقدم على أحد احتمالين: إما أنهم لم يفهموا الاستغاثة الممنوعة من المباحة ولم يستطيعوا التمييز بينهما، وإما أنهم يتعمدون التشويش وتلفيق الحجج والشبهات، وعلى كل فنقول جوابًا لهذا ولذاك سائلين الله تعالى التوفيق.

٢ - إن الاستغاثة على قسمين جائزة وممنوعة.

فالجائزة: الاستغاثة بالحي الحاضر فيما يقدر عليه، وهي ما كان "في الأسباب الظاهرة العادية من الأمور الحسية في قتال، أو إدراك عدو، أو سبع أو نحوه، كقولهم يا لَزَيْدٍ يا للمسلمين كما ذكروا ذلك في كتب النحو" (٣).

وأما القسم الممنوع فهو أن يستغاث بالمخلوق الحاضر فيما لا يقدر، وكذلك بالغائب أو الميت فيما يقدر عليه حيًا ولا فيما لا يقدر.

فالاستغاثة الممنوعة محصورة بالاستغاثة بالقوة والتأثير الغيبي أو في الأمور المعنوية من الشدائد، كالمرض وخوف الغرق والضيق والفقر وطلب الرزق ونحوه (٤).


(١) انظر ما تقدم ص: ٣٣٧.
(٢) انظر الجواب عن هذه الشبهة: في الرد على البكري: ٦٧، وكشف الشبهات: ١/ ١٧٨، وتطهير الاعتقاد ٢٧، والدر النضيد: ٢٤، وتيسير العزيز: ٢٣٤، وعقيدة الشيخ محمد: ٤٦٤.
(٣) تيسير العزيز: ٢٣٤.
(٤) القول الفصل: ٥١ والانتصار لحزب الله: ٤٥ - ٤٦، وأصل الكلام لصنع الله الحلبي.

<<  <  ج: ص:  >  >>