للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥ - وهناك مصدر خامس، وهو دَاعِية كعَاقِبة وعافية (١).

ويظهر من تتبع موارد استعمال مادة كلمة دعا - أن المصدرين الآخرين ربما يكونان خاصين بالاستعمال في الدعاء بمعنى الحث على الشيء لا الدعاء بمعنى السؤال والطلب.

وأما المصدر الثاني الذي هو الدعوى فإنه يستعمل في الكثير بمعنى الادعاء كما يستعمل في معنى الدعاء، قال ابن جرير الطبري : "وللدعوى في كلام العرب وجهان أحدهما الدعاء، والآخر الادعاء للحق، ومن الدعوى التي معناها الدعاء قول الله : ﴿فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ﴾ [الأنبياء: ١٥] ومنه قول الشاعر:

إذا مَذِلَتْ رِجْلي دَعَوْتُكِ أَشْتَفِي … بِدَعْوَاكِ مِنْ مَذْلٍ بها فَيَهُوْنُ (٢) " (٣)

وقد سبقه إلى نحو (٤) هذا أبو عبيدة معمر بن المثنى (٥).

[الدعاء له إطلاقان]

ثم إن كلمة الدعاء كما تطلق على المصدر تطلق على المفعول به، تقول: دعوت الله دعاء أي دعوة، ففي هذا المثال يراد بها المصدر، وتقول أيضاً: سمعت دعاء كما تقول: سمعت صوتاً فالمراد بها في هذا التركيب ألفاظ الأدعية المدعو بها، لا مجرد الفعل الذي هو التكلم بالأدعية، فيكون من باب إطلاق المصدر وإرادة اسم المفعول به.


(١) لسان العرب: ٣/ ١٣٨٦، وتاج العروس: ١٠/ ١٢٨.
(٢) البيت لكثير كما في بلوغ الأرب للألوسي: ٢/ ٣٢٠. قوله: مذلت رجلي خدرت، اللسان: ٧/ ٤١٦٤، مادة مذل.
(٣) جامع البيان: ٨/ ١١٩ - ١٢٠.
(٤) انظر مجاز القرآن: ١/ ٢١٠ و ٢٧٥.
(٥) هو النحوي اللغوي صدوق أخباري وقد رمي برأي الخوارج من السابعة (ت ٢٠٨ هـ) وقيل بعد ذلك، تقريب التهذيب ص: ٥٤١ رقم ٦٨١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>