للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد حمل ابن عدي كلام البخاري هذا على أنه يريد أنه لم يسمع من مثل ابن مسعود وعائشة وغيرهما، لا أنه ضعيف عنده (١).

وقال ابن عدي أيضًا: وأبو الجوزاء روى عن الصحابة ابن عباس وعائشة وابن مسعود وغيرهم وأرجو أنه لا بأس به ولا يصحح روايته عنهم أنه سمع منهم (٢).

وممن ذكر عدم سماعه عائشة الحافظ ابن عبدالبر، قال أبو عن زرعة ابن الحافظ العراقي: "وذكر ابن عبد البر في التمهيد أنه لم يسمع من عائشة وحديثه عنها مرسل" (٣) ونقله عن ابن عبدالبر أيضًا الحافظ في التهذيب فأقره (٤).

فهؤلاء الحفاظ البخاري وابن عدي وابن عبد البر والعراقي وابن حجر يقررون عدم سماعه عائشة، فاتضح بهذا أن فيه انقطاعًا.

وبهذه العلل الخمس يتبين ضعف إسناد الأثر ضعفًا شديدًا لأن الواحدة منها تكفي لرده فكيف وهي مجتمعة؟؟

[الوجه الثاني: ما يتعلق بنقد المتن]

وأما ما يتعلق بنقد متن هذا الأثر فعلى وجوه:

١ - إن هذا (٥) الأثر يخالف ما ثبت من الصحابة باتفاق أهل العلم من استسقائهم بالدعاء المشروع إما في المسجد في خطبة الجمعة ونحوها، وإما بالخروج إلى الصحراء وهذا ثابت عنهم قطعًا.


(١) الكامل: ١/ ٤٠٢، ومقدمة الفتح: ٣٩١ - ٣٩٢، والتهذيب: ١/ ٣٨٤.
(٢) الكامل: ١/ ٤٠٢.
(٣) تحفة المراسيل: ل ٣/ أ.
(٤) التهذيب: ١/ ٣٨٤.
(٥) انظر هذا الوجه الأول في الرد على البكري ص: ٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>