للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ﴾ [المائدة: ٣٥]. هو "التوسل إليه باتباع ما جاء به الرسول " (١).

هذا هو إطلاق التوسل في اللغة وفي الشرع.

وأما التوسل في عرف بعض المتأخرين فيطلق على التوسل بالذوات الفاضلة كما يطلق على دعاء غير الله تعالى والاستغاثة به.

فقد تغيرت المفاهيم عندهم ودخل في الأسماء الشرعية تحريف عن وضعها الشرعي، فالعبادة عندهم لا تطلق إلا على نحو السجود والركوع، ومثل ذلك يقال في معنى الشرك والكفر وغير ذلك.

وقد تسبب هذا في أنهم أجازوا دعاء الموتى ونداءهم باسم التوسل.

فهذا هو السبب الذي اقتضى البحث في موضوع التوسل؛ لأنَّه لو سد باب إباحة التوسل البدعي لانسد باب دعاء غير الله تعالى؛ لأن التوسل البدعي هو الباب الرئيسي الذي يدخل منه الشيطان ليزين لبعض الناس دعاء غير الله تعالى.

خلاصة الكلام في هذه المسألة (٢):

إن لفظ التوسل فيه اشتراك وإجمال قد حصل بسببه لبس وخلط وإيهام.

وذلك لأن التوسل يطلق شرعاً وفي عبارة السلف على أمرين:

أحدهما: التوسل والتقرب إلى الله تعالى بما شرعه من الإيمان به


(١) قاعدة في التوسل: ٤٨.
(٢) انظر هذه الخلاصة في الكتب التالية: قاعدة في التوسل: ١٤، ٤٨، ٥٠، ٧٩ - ٨٠، واقتضاء: ٤١٦، والرد على البكري: ٤٥، ومصباح الظلام: ١٧٨، وتحفة الجليس: ١٢٠ - ١٢١، ومعارج الألباب: ١٦٨، ١٨٣، والمنار: ٢/ ٧٣، وإرشاد الناظر: ٢٣٧، ومعارج القبول: ١/ ٥٠٠، وشرح الطحاوية: ٢٠٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>