للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا هو الوجه في إيثارها على الأعلام، وشرط الصلة أن تكون معهودة عند المخاطب، والمعهود عند من يعقل من أصناف بني آدم أن الأنبياء والملائكة والصالحين قد عُبِدوا مع الله وقصدهم المشركون بالدعاء في حاجاتهم (١).

فتبين مما سبق بطلان القول بأن النصوص واردة في الأصنام، واتضح أنها عامة لكل معبود من دون الله تعالى.

الشبهة (٢) الرابعة:

قولهم: إن المشركين الذين نزل فيهم القرآن لا يشهدون أن لا إله إلا الله ويكذبون الرسول ، وينكرون البعث ويكذبون القرآن ونحن نشهد الشهادتين ونؤمن بالبعث ونصلي ونصوم .. إلخ فكيف تجعلوننا مثلهم بمجرد قصدنا الأولياء للشفاعة؟ واحتجوا على هذا بحديث: أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا … وحديث أسامة وغيرهما من الأحاديث الآمرة بالكف عمن قال: لا إله إلا الله.

جـ (٣) - الإقرار بالشهادتين والاعتراف بالشريعة الإسلامية لا يغني عن الاحتراز من الوقوع في نواقض الإسلام، ولا يلزم من ذلك بقاء الرجل على الإسلام ولو أتى بالكفريات وبما يناقض الشهادتين، والأدلة على ذلك كثيرة:

١ - إجماع (٤) العلماء رحمهم الله تعالى على أن من صدق الرسول في شيء وكذبه في شيء يكفر، قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ


(١) تحفة الطالب: ٨٩ - ٩٠.
(٢) انظر في هذا الدرر السنية ص: ٤٠ - ٤١، ومفاهيم: ٧.
(٣) يراجع في الجواب إلى مفيد المستفيد: ٣٠٧، وتطهير الاعتقاد: ٣١، والدر النضيد: ٢١، ٢٣.
(٤) انظر في حكاية الإجماع على ذلك الشفا لعياض: ٢/ ١٠٧٢، وما بعدها ويراجع الروضة للنووي: ١٠/ ٧١، وجلاء العينين: ٤٤٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>