للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ففي هذه الآيات معنى استجاب أجاب كما هو واضح (١).

[الإجابة وأنواعها]

قد تقدم أن الدعاء ينقسم إلى نوعين: دعاء عبادة، ودعاء مسألة.

وكذا الاستجابة تتنوع إلى نوعين: فلكل نوع من الدعاء نوع من الاستجابة يناسبه، فاستجابة دعاء العبادة بإعطاء الثواب والأجر، واستجابة دعاء المسألة بإعطاء المسؤول.

قال ابن القيم : "والاستجابة أيضاً نوعان: استجابة دعاء الطالب بإعطائه سؤاله، واستجابة دعاء المثني بالثواب وبكل واحد من النوعين فسر قوله تعالى: ﴿أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ﴾ [البقرة: ١٨٦]. والصحيح أنه يعم النوعين" (٢). أي أنه يراد به القدر المشترك الذي يصدق على النوعين.

ومثل الاستجابة السماع، فإن السمع يطلق "ويراد به إدراك الصوت، ويراد به معرفة المعنى مع ذلك ويراد به القبول والاستجابة مع الفهم" (٣) كما يطلق على سماع القبول والانقياد (٤) فسماع الله تعالى للدعاء يشمل سماع العلم والإحاطة وسماع الإجابة والقبول فهو يسمع دعاء السائلين سمع إجابة ويسمع كل ما يقولونه سمع علم وإحاطة لا يشغله سمع عن سمع ولا تغلطه المسائل فإنه سبحانه هو الذي خلقهم كلهم ويرزقهم كلهم (٥).

وقد أمر الله تعالى عباده بدعائه ووعدهم بالإجابة تفضلاً منه وتكرماً


(١) انظر المصادر السابقة وغريب القرآن لابن قتيبة ص: ٧٤، والمفردات: ١٠٢، والنهاية: ١/ ٣١٠ وشأن الدعاء للخطابي: ٧٢ والجامع لأحكام القرآن: ٢/ ٣١٣.
(٢) زاد المعاد: ١/ ٢٣٥.
(٣) قاعدة في التوسل ص: ٥٤.
(٤) بدائع الفوائد: ٢/ ٧٥.
(٥) الفتاوى: ٥/ ٤٨٠، وجامع الرسائل: ٢/ ١٦، ٥٤، وقاعدة التوسل ص: ٥٣ - ٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>