للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٦ - أن العلماء (١) قالوا لا يجوز توجيه الدعاء إلى أسماء الله وصفاته لأنها إنما يُدْعَى الله بها ولا تُدعى هي فلا يقال يا علم الله ارزقني ولا يقال يا قدرة الله افعلي لي كذا لأن الله تعالى قال: ﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا﴾ [الأعراف: ١٨٠]. ولم يقل فادعوها.

فإذا كان العلماء يتفقون على عدم جواز ذلك في أسماء الله وصفاته فمن باب أولى وأحرى ألا يجوز دعاء الأموات والغائبين.

وهذا بيّن واضح ولله الحمد.

ولكن الأمر احتاج إلى ذكر مثل هذه العلل، لوجود من يجادل بالباطل ويحاول إباحة دعاء الأموات أو استحبابه فإنا لله وإنا إليه راجعون. . .

[المطلب الثالث: في مفاسد دعاء غير الله تعالى وآثاره الضارة وخطورته على سلامة العقيدة]

إن أعظم مسألة خالف فيها الرسول المشركين هي مسألة الدعاء بنوعيه: دعاء العبادة والمسألة وهي التي وقع فيها النزاع والخصومة بينه وبينهم فهم كانوا يتعبدون بإشراك الصالحين في دعاء الله تعالى وعبادته ويرون ذلك من تعظيم الصالحين، ويريدون بذلك شفاعتهم عند الله قال تعالى: ﴿وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ﴾ [يونس: ١٨]. فجاء رسول الله وخالفهم في ذلك فأتى بإخلاص الدعاء وجميع أنواع العبادات الله.

وهي أعظم مسألة خالف فيها الرسول المشركين، وهي التي تفرق الناس لأجلها إلى مسلم وكافر وعندها وقعت العداوة ولأجلها شرع الجهاد (٢).

فإذا كانت بهذه المنزلة فأي شخص يقع فيها يقع في مفاسد جمة ومضار كثيرة تزلزل عقيدته وتهدم إيمانه حتى يخرج عن الملة والعياذ بالله.


(١) انظر الرد على البكري: ٧٩، وانظر إنكار الإمام الخطابي على من قال: يا غفران ويا سبحان - في شأن الدعاء ص: ١٧.
(٢) مسائل الجاهلية: ٤، ٥، ومؤلفات الشيخ قسم العقيدة: ١/ ٣٣٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>