للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وميكائيل وإسرافيل … " (١).

فإن هذا توسل إلى الله تعالى بربوبيته لهؤلاء العباد المكرمين، فالربوبية صفة من صفاته العليا، فهذا قسم داخل تحت التوسل بالأسماء الحسنى والصفات العليا وليس قسيماً له فلا حاجة لعده قسماً آخر.

والتوسل بأسماء الله الحسنى مشروع قد أمرنا الله به، قال تعالى: ﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا﴾ [الأعراف: ١٨٠].

وفي الأمر بالدعاء بالأسماء الحسنى نهى عن الدعاء بغيرها.

وفي معنى هذه الآية قوله فيما رواه أبو هريرة : "إن لله تسعة وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنة" (٢).

فمن معاني الإحصاء السؤال بها، وقد ذكر بعض العلماء أنه لا يجوز الدعاء بغير الأسماء التسعة والتسعين (٣) فهذا القول وإن كان فيه نظر -لما ثبت من الدعاء بغيرها- لكنه يدل بطريق الأولى على عدم جواز الدعاء بغير أسماء الله وصفاته من أسماء المخلوقين.

[ب - التوسل بالأعمال الصالحة]

ويدخل تحته التوسل بالإيمان بالنبي وتصديقه وطاعته واتباعه، والتوسل بمحبة الصالحين في الله ولله، لأن هذا توسل بعمل الداعي وليس قسيماً له فلا حاجة لعده قسماً آخر، كما يدخل تحته التوسل بالصلاة على النبي ، فهذا أيضاً توسل بعمل الداعي وليس قسيماً له كما هو واضح.

وقد شرع الله لنا التوسل بالأعمال الصالحة التي عملها الداعي، وقد ورد هذا التوسل في آيات عدة ذكر الله فيها أدعية الأنبياء والصالحين التي


(١) يأتي تخريجه ص ٧٣٥.
(٢) تقدم ص: ٢٠٣.
(٣) انظر الفتح: ١١/ ٢٢٠، والفتاوى: ٦/ ١٤٢، والفتاوى الكبرى المصرية: ١/ ٦٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>